هي المعطف في البرد والحضن عند الذعر والمهدئ عند الخوف.. هي الساهر في الليالي والمداوي لحظات الألم والطبيب عند المرض والحكيم في الإرشاد والعاقل عند التوجيه.. هي المعلم عند التدريس والمدرب في التمرين والملقن عند التعليم والمثقف من خلال الأحاديث والراوي للقصص والمغني للأهازيج.. هي السائق في الرحلات والمشاوير والمرافق في الطلعات المدرسية والعائلية.. والمرشد السياحي في الرحلات الترفيهية.. الطباخ لأطيب الأكلات والمتذوق لألذ الحلويات.. مستمع جيد للأبناء وابن بار للآباء والأمهات.. هي السخي في العطاء والمتطوع في المآزق وحلال أكبر المشاكل ومحلل أضخم التعقيدات. هي الصديق عند المحن والرفيق عند الشدّة والسند عند الأزمات.

هي الفلاح في الأرض والقاطف للفواكه والثمار والمزارع في الحقول والكروم. الميكانيكي الحاضر عند الأعطال والسباك الفاهم للآبار. هي المعجم المتنقل في الليل والنهار والمفكرة التي تحفظ جميع القائمات والأرقام والمرجع الرئيسي للتواريخ والأحداث. هي منظم بارع في الحفلات ومنسق متميز بأعياد الميلاد ومتقن جيد لأصول الضيافة والاستقبال. كيف لا؟! وهي تراعي جيداً ضحكة وهدايا الكبار والصغار. هي مصفف الشعر والخياط والطرّاز.. هي مفسر الأحلام وقارئ الفنجان حتى وإن كانت تقول كلاماً من ضرب الخيال فقط بهدف نشر الابتسامة والفرح وزرع الأمل في الإنسان.

هي المحامي عند المنازعات والمحقق في الخلافات والمدقق في السمعيات وأحياناً كثيرة المرسال والناقل للخبريات.. هي مركز الدفاع والحصن والمتراس، هي الصرّاف الآلي والمخزن السري والملجأ الآمن في الحلّ والترحال. هي المهندس للأعمال والمحاسب للأبناء والمدبر لكل مصروفات البيت في الداخل والخارج.

فلا يعتبر الوصف الخجول بأن السيدة هي «بمئة رجل» نوعاً من أنواع المجاملة. معذرة، فإن هذه السيدة الجدة، الأم، الزوجة، الابنة، الأخت، العمة، الخالة، الرفيقة والصديقة يفوق أهمية وجودها «ألف رجل ورجل» مع احترامي لجدي ووالدي وزوجي وابني وأخي وخالي وعمي وصديقي ورفيقي.

الأم ليست مدرسة فحسب كي نضعفها ونكسرها، فهي تعتبر ركيزة المجتمع وقواعده الرئيسية وأساس نهضته كما أنها تماماً أساس انهزامه وضعفه..

«أمي.. حبك ودعاؤك من الكون كله يكفيني».