يفتقد الرئيس بايدن القدرة على قطع الاتصال بين مشاعره وذهنه وقتما شاء، فيتبنى «دبلوماسية الملاسنات» حيث وصف الرئيسين الصيني ثم الروسي بأنهما «قاتل» و «مجرم». وعلى خطى سيدهم وصف الدبلوماسيون الأمريكان نظرائهم الصينيين بالمتعجرفين في مباحثات ألاسكا 18 مارس 2021. وتلك بلاشك من كليشيهات «الحرب الباردة» فأين موقع الخليج فيها؟!

-يذهب الكثير من المتابعين إلى أن تايوان والحدود مع الهند وبحر الصين الجنوبي والشرقي هي نقاط أمريكية صينية قابلة للاشتعال، متجاوزين أن التحالفات الأمريكية هي أهم بند في رأسمال واشنطن، وباستثناء «ناتو» يأتي الخليج معقل التحالفات الأمريكية الكبرى.

- يزداد التنافس بين الطرفين وخطر المواجهات العسكرية. وبما أن القواعد الأمريكية ترصع ساحل الخليج، فيما تملأ البضائع الصينية أرفف مستودعات الكماليات والخزن الاستراتيجي على حد سواء، لذا سيصلنا شرر النزاع.

- تشكل الصين وأمريكا أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وأي توتر أو تأزيم بينهما يؤثر مباشرة على العالم ونحن جزء منه، بقابلية للعولمة عالية جداً.

- وصلت إيران لقناعة أن الخليج خاصرة ناعمة لواشنطن، وستصل الصين لتلك القناعة، والصين ليست ضعيفة لتبقى مكتوفة الأيدي أمام خطر يطال مصالحها دون رد نحن ضحيته.

- تستعرض الصين قوتها بل وتتعجل «استفزاز» أمريكا، فيما ينوي بايدن استعادة الحلفاء قبل المواجهة، فهل سيزج بنا قسراً رغم أنه خسرنا بقراراته الموالية لإيران والحوثيين.

- بحيويتها السياسية والعسكرية الجديدة قد تتحول دول الخليج إلى بيادق في ساحات التنافس الجديدة بين الطرفين، خصوصاً الصراع الجديد على أفريقيا New Scramble For Africa، فلدول خليجية عدة تواجد عسكري في إفريقيا مجاور للتواجد الصيني والأمريكي.

- يقيِّم البنتاغون السبل التي يمكن بها لواشنطن أن ترتِّب قوتها العسكرية أمام الصين، وقد يشمل توجيه القوات نحو بكين من الخليج أو وقف من يميل لبكين كإيران.

- قد تفتح واشنطن أبواب الجحيم على بكين بشكل شامل بإثارة مسلمي الإيغور وإدارة الأزمة كما أدارت المجاهدين المسلمين في أفغانستان ضد السوفيت بمتطوعين وبأموال خليجية.

* بالعجمي الفصيح:

لن يكون سهلاً إخراج الخليج من الصدام الأمريكي الصيني القادم، والأخطر أن واشنطن ليس لديها وصفة لحسم الصراع لصالحها إلا «دبلوماسية الملاسنات».

* كاتب وأكاديمي كويتي