فيلم صغير بميزانية متواضعة ونجوم شباب، ولكنه يذهب بعيداً في طروحاته ومضامينه، هكذا هو فيلم "أهلا بكم عندي "Welcome to Me.
الذي يعتمد على حكاية في غاية البساطة، ولكنها ثرية بالمضامين. حيث نتابع حكاية الشابة "كرستين" التي تجسد شخصيتها النجمة أليس كليج، التي تربح ذات يوم اليانصيب الأكبر في مدينتها.
وعندها يأتي السؤال المحوري الذي ينطلق منه الفيلم، وهو هل يحقق الثراء لنا آمالنا؟
والحديث هنا عن الآمال وليس الأحلام. وهنالك فرق كبير، حيث تسعى تلك الصبية المضطربة الشخصية إلى تحقيق آمالها في تقديم ما هو أكبر من الفوز باليانصيب.
من خلال تقديمها لبرنامج حوار مباشر مع الجمهور، حيث تقوم باستئجار مدة زمنية في إحدى المحطات لتقديم برنامجها، وهي تتخذ من النجمة الشهيرة أوبرا وينفري نموذجاً. ولكن إلى أين تقودها تلك الثروة؟ وما طبيعة المتغيرات التي تنشأ بينها وبين أفراد أسرتها وأصدقائها ومن يحيطون بها؟
في لعبة سينمائية كلما تطورت تلمسنا عمق المضامين التي اشتغل عليها الكاتب إليوت لورنس والمخرجة شيرا بيفين وفريق العمل الذي يظل يشعرنا بأننا أمام أحداث حقيقية لطبيعة الشخصيات وأيضا البرنامج المباشر الذي تقدمه "كرستين" في سعيها لأن تكون.
في نهاية الأمر نكتشف أن الإنسان الحقيقي قادر على أن يصنع الأشياء متى ما توفرت له الفرص الحقيقية التي عليه استثمارها، حيث تفلح "كرستين" في أن تصنع المستحيل عبر استثمار جزء من ثروتها، ولكن تبقى ثروتها الأهم هو ما تمتلكه من وعي وثقافة وتجربة وموهبة تتفجر حتى توصلها إلى المزيد من النجاحات التي تتجاوز فوزها باليانصيب للفوز بمحبة الجمهور وعشقهم.
سينما ترتكز على تحفيز مفردات الإيمان بقدرات الإنسان والعمل على الإيمان بقدراته في تحقيق آماله من أجل مستقبل حقيقي. وهي دعوة للتأمل في مضامين فيلم بسيط يعزف على القيم الكبرى.