وكالات

في بلد يعاني لعبور موجات الإصابة بـ"كورونا"، تبرز تجربة مدينة توبنجن في التعاطي مع تفشي الفيروس كعلامة فارقة ونقطة مضيئة في ألمانيا.

ففي الفترة الماضية، حاولت ألمانيا تخفيف قيود كورونا بدون استراتيجية قوية تبقي الفيروس تحت السيطرة، فعادت إحصاءات الإصابات والوفيات إلى التزايد بشكل سريع، ولجأت البلاد لتمديد الإغلاق حتى 18 أبريل/نيسان، وفرض قيود أقوى في فترة عيد الفصح.

لكن توبنجن كان لها تجربة فريدة، وكانت المدينة التي تبحر وحيدة بين مئات المدن في عموم ألمانيا، إذ ابتكرت بلديتها طريقة للتعايش مع كورونا.

وقبل أيام، شهدت توبنجن، الذي يبلغ تعداد سكانها نحو 90 ألف نسمة، أول عرض مسرحي بجمهور منذ بداية أزمة كورونا قبل عام، وكان شرط الحضور وجود اختبار سلبي.

وتعيش المدينة حاليا نموذجا فريدا في التعايش مع الفيروس تحت عنوان "انفتاح مع الأمن"، بعبارة أخرى إجراء مئات الآلاف من اختبارات كورونا لتسهيل عملية الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي في المدينة.

ويرى ديتر ريبرجر، مدير مسرح المدينة، أن مسرح توبنجن بات أول مسرح يسمح له بالعرض في حضور جماهير في ألمانيا.

وتابع: "نشعر بالنشوة هنا منذ أيام.. شعور جميل أن نعود إلى العمل"، مضيفا: "الناس تحجز اختبارات كورونا بكثافة لحضور العروض في المسرح".

وتفتح المسارح ودور السينما أبوابها في توبنجن حتى 4 أبريل/نيسان، في تجربة للانفتاح مع إبقاء كورونا تحت السيطرة.

ولا يسمح للمشاهد بدخول صالات العرض بدون ما يعرف بـ"تذكرة اليوم"، وهي تذكرة تمنح لمن أجرى تحليل كورونا سريع، وتسمح له بالانخراط في الحياة العامة. كما يتعين الحفاظ على قواعد المسافة الآمنة وارتداء الأقنعة الواقية.

وتقوم استراتيجية المدينة على إجراء اختبار كورونا السريع بكثافة، ووضعه كشرط مسبق لحضور العروض والانخراط في الحياة العادية، ما يؤدي في النهاية لتسطيح منحنى الإصابات وتفادي القفزات السريعة.

وعندما يتجول بوريس بالمر، رئيس البلدية في ساحة السوق، يتلقى تشجيعا وكلمات شكر متعددة من الناس، فقد منحهم فرصة آمنة للعودة للحياة الطبيعية، وفق الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله".

ويقف المواطنون الراغبون في ممارسة حياتهم الطبيعية في طوابير كل صباح لإجراء اختبار كورونا السريع والحصول على تذكرة اليوم، وبات هذا الأمر نمط حياة يومي مثل تناول الطعام وغسل الأسنان.

وقال بالمر في تصريحات صحفية: "الأمور تسير على ما يرام، تقريبا بشكل جيد للغاية"، مضيفا: "لدينا طلب كبير على الاختبارات، وباتت مهمتنا الحالية توفير 250 ألف اختبار سريع للأيام المقبلة".

وبالإضافة لدور العرض، فتحت أيضا المطاعم والمقاهي والمتاجر أبوابها لحملة "تذكرة اليوم" في توبنجن، وبات طبيعيا أن تشاهد المقاهي ممتلئة بالزبائن في المدينة.

وعرضت مجلة "دير شبيجل" لقطات مصورة للحياة في المدينة، تظهر فرحة مواطنيها الكبيرة بالانفتاح، وعودة الحياة لطبيعتها في كافة المجالات.

وبنهاية آخر يوم في التجربة، أي 4 أبريل/نيسان، تقرر البلدية بناء على أرقام الإصابات ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في التجربة أم لا، وفق "دير شبيجل".

وسجلت توبنجن خلال الأيام الماضية معدل إصابات لا يزال مطمئنا ويبلغ في المتوسط 50 إصابة يوميا.