بلومبرغ + وكالات


أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه، من أن تركيا ستحاول التأثير في الانتخابات المقبلة في بلاده.

وأشارت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إلى توتر العلاقات بين ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نتيجة ملفات كثيرة، بينها مواجهة الرئيس الفرنسي الإسلام السياسي في بلاده، وتنقيب أنقرة عن الطاقة في شرق البحر المتوسط. واستدركت أنهما تبادلا رسائل، في يناير الماضي، واتفقا على محاولة إصلاح علاقاتهما. وفي الثاني من مارس الجاري، أجرى الرئيسان مكالمة عبر تقنية الفيديو.

وأوضحت الوكالة، أن ماكرون لم يشرح كيف يمكن أن تحاول تركيا التدخل في الانتخابات الفرنسية، أو هل كان يشير إلى الانتخابات الإقليمية، المرتقبة في يونيو المقبل، أو انتخابات الرئاسة في عام 2022، أو كليهما.


"اللعب على الرأي العام"

واكتفى ماكرون بالقول إن تركيا "ستلعب على الرأي العام" playing on public opinion، مشيراً كما يبدو إلى سيطرتها على أجزاء من الجالية التركية، من خلال المدارس والمساجد ومنظمات أخرى.

وقال ماكرون لشبكة "فرانس 5"، الثلاثاء، "التهديدات ليست خفية، لذلك أعتقد بوجوب أن نكون واضحين جداً". واستدرك مشيراً إلى أن تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، هي شريك تجاري أساسي وحليف رئيس في مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من الشرق الأوسط. وأضاف: "إذا قلت بين عشية وضحاها: لا يمكننا العمل معكم بعد الآن، ولا مزيد من المناقشات، فسيفتحون الأبواب ولديكم 3 ملايين لاجئ سوري يصلون إلى أوروبا. يجب أن نعمل مع تركيا".

وذكرت "بلومبرغ" أن فرنسا لا تجمع بيانات عن الدين أو العرق، مضيفة أن ذلك يصعّب قياس عدد المواطنين الذين قد يميلون إلى تلبية طلبات أردوغان، إذا أراد التدخل في الانتخابات. ورجّحت أن يكون الرقم ضئيلاً، في كلتا الحالتين.

وتابعت الوكالة أن ماكرون، الذي بدأ حملة لإعادة انتخابه، ركّز على الملفات المتعلّقة بالإسلام والأمن، محاولاً جذب الناخبين الذين قد يدعمون زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. وأدى ذلك إلى نزاع مع أردوغان.

روسيا وانتخابات 2017

وخلال انتخابات الرئاسة الفرنسية، في عام 2017، اتهم ماكرون روسيا باختراق خوادم حزبه ونشر معلومات مضلّلة. وخلصت وكالة الأمن السيبراني الوطنية الفرنسية إلى أن أي شخص يمكن أن يكون نفذ الاختراق، لكن السلطات الأميركية أعلنت لاحقاً أن قراصنة روس مدعومين من الدولة، نفذوا العملية، علماً أن موسكو تنفي تورطها بالأمر.

وسيناقش قادة الاتحاد الأوروبي العلاقات مع تركيا، خلال قمة مرتقبة هذا الأسبوع. وكان التكتل هدّد أنقرة العام الماضي بفرض عقوبات عليها، بعد تصاعد التوتر في شرق البحر المتوسط، لا سيّما مع اليونان وقبرص وفرنسا.

واعتبر ماكرون أن على أردوغان أن يوضح هل يقف مع حلفائه في "الأطلسي"، أو ضدهم. وتابع: "لاحظت منذ بداية العام استعداداً من الرئيس أردوغان للانخراط مجدداً في العلاقات، ولذلك أريد أن أصدّق أن هذا المسار ممكن. ولكن لا يمكننا إعادة الانخراط، إذا استمرّ الغموض".