منذ أكثر من ستة أعوام والحرب الدائرة في اليمن مستمرة في ظل تمرد ميليشات الحوثي المدعومة من إيران والتي عانى منها الشعب اليمني وأنهكته هذه الحرب على مختلف المستويات، الأمر الذي يتطلب مبادرة لوضع حد لهذه المأساة التي يعيشها اليمن من حرب لا طائل منها سوى إراقة الدماء، من هنا جاءت المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية التي تهدف من خلالها إلى وقف إطلاق النار الشامل تحت مراقبة ورعاية الأمم المتحدة التي عليها أن تكون عادلة في الشأن اليمني تنظر بعين الإنصاف بعيداً أية أجندات لأي من الأطراف المتنازعة في هذه الأزمة التي ألقت بظلالها على جميع دول المنطقة وتركت آثاراً سياسية وعسكرية واقتصادية.

هذه المبادرة التي لاقت ترحيباً من الحكومة الشرعية لليمن وكذلك على المستوى الخليجي والعربي والدولي فيما يلتزم الحوثيون الصمت في انتظار توجيهات إيران لهم بقبول هذه المبادرة أو رفضها فالقرار ليس بيدهم، مبادرة مثل هذه فرصة لكل الأطراف اليمنية في إعادة الأمن والاستقرار للبلاد، خصوصاً بأنها تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار وفتح مطار صنعاء أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، كما تدعو المبادرة إلى إيداع الضرائب الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحُديدة في الحساب المشترك في البنك المركزي اليمني وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحُديدة، فالمبادرة السعودية حقيقة خريطة طريق قابلة للتطبيق وفرصة ثمينة لحل الأزمة اليمنية بشكل نهائي وشامل بل وعادل، وبالتالي على الحوثيين استغلال هذه الفرصة والتجاوب الفوري والكامل مع المبادرة قبل فوات الأوان.

نأمل بأن تكون هذه المبادرة فاتحة خير على اليمن وشعبه والتي تأتي في إطار دعم من المملكة العربية السعودية لجهود المبعوث الأممي في بدء مشاورات حقيقية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، فالكرة الآن في ملعب الحوثيين إن كانوا يريدون السلام وحقن الدماء اليمنية ووقف نزيف أبناء اليمن والابتعاد عن التبعية الطائفية لإيران التي لها أطماع في المنطقة لأنها لن تنفعهم وعليهم إعلاء مصلحة الشعب اليمني وتحكيم العقل في مصالحة وطنية والعيش بسلام في اليمن الذي يتسع للجميع وإعادة إعماره ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي تعب في الواقع منها الشعب اليمني في ظل حرب دمرت كل ما هو جميل في هذا القطر العربي.

* همسة:

الحل السياسي الشامل والمصالحة الوطنية هما المسار الذي لن يكون غيره سبيلاً للأمن والاستقرار والازدهار في الجمهورية اليمنية، فهذه المبادرة تمثل خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة في اليمن خصوصاً في ظل قرب شهر رمضان المبارك ستكون بلاشك كفيلة بالتخفيف من معاناة الشعب اليمني.