ما كنت لأعتقد أن مقال «حياتنا أون لاين» والذي مر عليه سنة كاملة سوف يبقى ساري المفعول إلى يومنا هذا بكل ما جاء فيه، باستثناء التمني الوارد في نهاية المقال «خليك بالبيت». فبالرغم من تفشي الجائحة إلا أن اليقين كان كبيراً جداً بأنها ستنحسر وتتلاشى كيف لا ونحن من اليوم الأول للأزمة نتابع عن كثب جهود فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والفريق الوطني الطبي.

ولكن ما هو حقيقة في يومنا هذا لا ينسجم مع التوقعات بالرغم من استنفار كامل أجهزة الدولة لتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بما يتماشى مع المستجدات العالمية للفيروس لحماية الشعب والمقيمين على حد سواء. فبعد أن أصبحنا نلاحظ تغيراً ملحوظاً في عدد الإصابات وكنا قريبين جداً من الصفر إلا أن هذا المؤشر عاد وارتفع والسبب يتمثل في جواب من كلمة واحدة «الاستهتار». تجمعات واستقبالات، حفلات أعياد وزواج وغيرها الكثير كانت ولا تزال تقام في السر وكأن الستر سوف يمنع المكتوب.

نحن الآن على أبواب الشهر الكريم والذي سيعتبره الأكثرية جسر العبور لإعادة المجالس والتجمعات واللقاءات وبالتالي ارتفاع نسبة الإصابات.

وأكثر ما زاد اندهاشي ما بتُ اسمعه مؤخراً، أنه يوجد أشخاص مخالطون لحالات مصابة، إلا أنهم يرفضون الإفصاح عنهم كي لا تقع عليهم عقوبة العزل وبعضاً منهم قام بالفعل بإجراء الفحص المنزلي وتبين أنه مصاب حقاً ولا يصرّح بهذا أبداً ليظهر لي جلياً أحد الأسباب وراء ارتفاع مؤشر كورونا كل يوم.

ومن هذا المنطلق، أوصي بأن يتم تسجيل بيانات الشخص الذي يقوم بشراء جهاز كاشف كورونا المنزلي، أو أنه يتم عمل الفحص وحصره فقط في العيادات أو الصيدليات مع تأكيد تسجيل البيانات الشخصية الأساسية، لضمان عدم تسرّب الحالات واختبائها تحت باب الاستهتار وليس الستر كما يُقال ويُشاع.