العزلة، الاختلاء بالنفس، أن تنشغل بكل ما هو لك لا لغيرك، إن الانعزال ولو قليلاً عن المجتمع هو ضرورة ملحة، واعتقد أنه واجب. العزلة هي الطريقة التي تقربك من نفسك أكثر وأكثر ، فيها يبدأ الحوار بين العقل والعاطفة، وعليك بالانعزال كل ما أردت أن تصبح أقوى مما كنت عليه (الانسحاب من المجتمع)، العزلة هي ثراء النفس الحقيقي وهي سلاح لتطوير الذات واكتشاف القدرات، إذا كنت تسعى لإحياء عقلك فعليك بالعزلة، إنها بداية تلك الرحلة الطويلة نحو المجد، في عزلتك كل الأشياء تعتليك وفيها تستطيع توجيه خطابك إلى كل شيء حولك.

ولكن ماذا لو كانت عزلتك بسبب غربتك والعيش في محيط لا يشبهك ولايفهمك، ومحاولة التأقلم معهم ليست بالأمر المستطاع، ماذا صنع المجتمع والبشر في تصرفاتهم الجماعية، فشل الجميع يبغض هذا الوضع الغريب، قد تلاقي أخطاراً من الناس تتوجب منك شجاعة كبيرة لتتخطاها، وإذا حملت شجاعة كبيرة وأصبحت قوياً سيجتمع المجتمع وتتفق معهم الدنيا لتكسرك ثم بعدها ترى أنك لم تعد شجاعاً ويستمرون في كسرك ويجعلونك تنظر للعالم بحسرة فتشيد فيه فينهار، ثم تشيد ثانياً فتنهار أنت حتى أمسيت وحدك الظامئ بين المرتوين، لقد جهلوا حقيقتك فدفعك ذلك إلى مداراتهم، أكثر من مدارات نفسك لأنك تعودت أن تقسو عليها لأجل المجتمع، أسوأ شعور قد تمر به هو الضياع بين ناسك.

وقد تشعر أنك وحيد بين الجميع فيسودك من الوحشة ما لم تعرفه وأنت في عزلتك والفرق بين الوحدة والوحشة كبير، في ذات اللحظة التي تدرك فيها أنك ستبقى الغريب المستوحش بين الناس حتى ولو بذلوا حبهم لك لأنهم يطمعون بقدراتك قبل كل شيء، أعرِفُ أنك تتغير، أصبحت هادئا أكثر من قبل، صرت تتجنب المناقشات وكلمات اللوم والعتاب، بعد تعرفك على العزلة ستشعر بالملل من المحادثات الطويلة وستصبح أكثر عقلانية، ستدرك قيمة النفس، ستشعر بوجود معرفه بداخلك أو علم يزيد، ستسأل نفسك هل نحن حقاً بحاجه للتواصل لكي نشعر بالرضا!! يحدوني إدراك حاد بأنه مهما كنت تنظر لها بسوء هي أفضل بكثير من أقنعة البشر، قدرتك على حب الانعزال هي أساس اندماجك مع نفسك، عندما نعتاد على العزلة نستطيع أن نكون مع الآخرين بعد ذلك دون استخدامهم كوسيله للهروب من أنفسنا.



خلاصة القول، العزلة هي ثراء النفس.