أشاد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم رئيس لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، بالدعم الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه للمسيرة التعليمية وتطويرها، وذلك من خلال الكلمة المرئية التي وجهها جلالته للعاملين في الميدان التربوي والطلبة في بداية جائحة كورونا كوفيد-19، والتي أكد خلالها على استمرار التعليم عن بعد في هذه الظروف الاستثنائية، مثمناً جلالته الجهود التي يبذلها منتسبو الميدان التربوي خلال هذه المرحلة، مما كان له أطيب الأثر في نفوس الجميع، وساهم في استمرار التعليم.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير في الاجتماع الذي عقدته منظمة اليونسكو باستخدام تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة الوزراء والمسئولين المعنيين بقطاع التعليم من أكثر من (170) دولة، والذي حمل عنوان (بعد عام من الجائحة: إعطاء الأولوية للتعليم لتجنب كارثة بين الأجيال)، وذلك بهدف تقييم الدروس المستفادة بعد عام من جائحة كورونا كوفيد-19، وأكبر المخاطر التي تواجه التعليم اليوم.

وفي بداية الاجتماع، ألقى السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة كلمةً أشار فيها إلى التأثير السلبي لهذه الجائحة على قطاع التعليم في العالم، والتي أسهمت في عدم حصول ملايين الطلاب على حقهم في التعليم، داعياً الدول إلى إبقاء المؤسسات التعليمية مفتوحة كلياً أو جزئياً لضمان حصول الجميع على التعليم المناسب.ضمنها عدم حصول ملايين الأطفال حول العالم على الكفايات التعليمية الأساسية، وعدم قدرتهم على اقتناء الأجهزة الرقمية لمتابعة تعليمهم عن بعد، مشيرةً إلى عدد من المبادئ الواجب اتباعها في ظل هذه التحديات، ومن أبرزها الحاجة إلى نظام مدرسي يتسم بالمرونة، والتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية عند فتح المدارس لضمان سلامة منتسبيها، والتأكيد على أولوية أخذ اللقاحات للمعلمين والطلبة.



وألقى العديد من المسئولين في المنظمات الدولية كلمات عن أثر هذه الجائحة على التعليم.

وفي تقريرها الذي عُرض خلال الاجتماع، أشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في توفير التعليم للجميع خلال فترة الجائحة، بمن فيهم الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة، من خلال اعتماد آلية التعلم عن بعد وحث الطلبة على استخدام الأجهزة الرقمية وتزويد ذوي الدخل المحدود بتلك الأجهزة، مع الجمع بين المرونة في تشغيل الخدمات الالكترونية والتركيز على الحلول الرقمية متعددة الوسائط.

وقد أكدت وزارة التربية والتعليم خلال مداخلتها في الاجتماع نجاح تجربة مملكة البحرين في توفير التعلم عن بعد استجابةً لمتطلبات هذه المرحلة الاستثنائية، وذلك استناداً إلى البنية التحتية لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، حيث قامت الوزارة بعدد من الخطوات التي أمّنت استدامة التعليم والتعلم والتقويم المستمر لعمل الطلبة والرقابة على أعمال المدارس، ومن بينها إصدار الأدلة المنهجية المرجعية التي تغطي كافة الجوانب المرتبطة بالتعلم عن بعد والتعلم المدمج، مشيراً إلى أن البوابة التعليمية قد شهدت خلال العام الدراسي الحالي أكثر من 52 مليون زيارة من داخل مملكة البحرين وخارجها، للاستفادة من الإثراءات والأنشطة والمواد المصورة التي تساعد الطالب على عملية التعلم.

كما تم خلال المداخلة تناول جهود الوزارة في توفير التعليم للجميع خلال فترة الجائحة، حيث تم في هذا الخصوص توظيف البوابة التعليمية، والقناة التعليمية التلفزيونية التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة شئون الإعلام، وقنوات اليوتيوب، لضمان عدم تأثر العملية التعليمية، واستدامة تعلم الطلبة وتقييم أعمالهم، من خلال توفير الدروس الرقمية المركزية التي يتم تحميلها يومياً على المحتوى التعليمي الرقمي لمختلف المراحل التعليمية، وتحويل (402) كتاباً دراسياً إلى الصيغة الرقمية، وتطوير (60) كتاباً مدرسياً في جميع المراحل التعليمية، وتقويم أداء الطالب من خلال تنفيذ اختبارات تقويمية موحدة لقياس كفايات ومهارات تعليمية محددة بالصيغتين الالكترونية والورقية، إلى جانب السماح للطلبة المرتبطين بالاختبارات الدولية خارج مملكة البحرين بأداء تلك الاختبارات في مدارسهم وفقاً للضوابط الاحترازية.

وفيما يتعلق بالجانب التدريبي، فقد قامت الوزارة بتنفيذ (270) برنامجاً تدريبياً عن بعد للمعلمين ولمنتسبي الوزارة لاستيعاب تحولات المرحلة الحالية وتنفيذ متطلبات التمهن للترقي، هذا إلى جانب تطبيق نظام التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع معايير الاعتماد المؤسسي المعمول بها في مملكة البحرين، حيث تم توفير كافة المحاضرات والدروس عبر المنصات والتطبيقات الالكترونية والافتراضية، وعقد جلسات مناقشة الرسائل والمشاريع العلمية لطلبة الدراسات العليا من خلال وسائل الاتصال المرئي.

ودعت الوزارة خلال المداخلة الجهات المختصة في اليونسكو إلى العمل مع الدول الأعضاء لدراسة النتائج المترتبة على الجائحة، وتأثير ذلك على الطلبة، وبخاصة من هم في المراحل العمرية المبكرة، والذين يحتاجون إلى الكثير من المهارات والعيش في أجواء البيئة المدرسية، وكذلك العمل على استخلاص الدروس المستفادة من تأثير الجائحة على التعليم، حتى يستفيد العالم من طرق التعامل مع أية ظروف مشابهة أو حوادث طبيعية مستقبلاً.

وقد اختتم الاجتماع بالدعوة إلى التركيز على المساواة في التعليم، والاستثمار في تطوير وتحقيق جودة التقنيات الرقمية، وأهمية تعافي الأنظمة المدرسية بعد فترة الجائحة، وضمان العودة الآمنة للطلبة عند إعادة افتتاح المدارس، وتلبية احتياجات الطلبة وأولياء أمورهم من خلال الخدمات المقدمة لهم في الفترة القادمة، واعتماد استراتيجيات متعددة للتعامل مع الحالات الطارئة، مع التركيز على الأولويات بالشكل الصحيح.