كنت أتساءل ما الذي يثير حنق الدوحة ويجعلها تستشيط غضباً عندما يأتي ذكر البحرين وحضارة البحرين ونجاح البحرين في أي محفل كان، وكيف كان يتعامل ذراعها الإعلامي «الجزيرة» بخباثة مع منجزاتنا الوطنية وما نحققه من تطور على كافة الأصعدة.

الموضوع كان أكبر من موضوع تزوير للأوراق الرسمية المتعلقة بشأن جزر حوار إبان عرضها على محكمة العدل الدولية، فهو حنق تاريخي يعود إلى أكثر من ثلاثمائة عام، يعود إلى حكم آل خليفة لشبه جزيرة قطر وما أحدثه ذلك الحكم من نجاح وتطور لافت في الاقتصاد والعمران، والحقبة التي كانت من خلالها الزبارة تشهد انتعاشاً ملحوظاً بسبب ما قدمه الشيخ محمد بن خليفة الكبير من جهد لتأسيس الدولة هناك من العدم، بعد أن كانت صحراء قاحلة ليس لها تاريخ أو كيان أو جذور، وبفعل النهج والخطط التي أسسها الشيخ محمد بن خليفة الكبير باتت الزبارة من أشهر المدن والمرافئ الاقتصادية.

هناك وعلى ذلك الساحل أنشئت صبحا، صبحا القلعة التي كانت حامياً وضامناً لتلك المنجزات الحضارية في ذلك العهد الزاهر لآل خليفة في شبه جزيرة قطر، ومن صبحا القلعة جاء تسمية صبحا السفينة، تلك الفرقاطة العسكرية التي دشنها سلاح الحرية الملكي التابع لقوة دفاع البحرين، فجاء الصراخ من هناك، صوب شبه جزيرة قطر، حيث إن الاسم غض مضاجعهم وملأهم بالألم وذكريات اللا تاريخ، فهم وفي غمرة انشغالهم بصنع تاريخ مزيف كأوراقهم التي قدموها لمحكمة العدل الدولية تفاجؤوا بذكريات ماضيهم الأليم بوصول الفرقاطة صبحا.

اكذب كما شئت ولكن لاتنزعج بفضيحتك وتردد صداها على العالم أجمع، فنحن نعلم بأن صبحا تزعجكم فما بالكم إذا فتحنا أبواب التاريخ لكم، عندها سيتحول الانزعاج إلى صراخ وعويل.