وليد صبري




* ضيق التنفس وصعوبة البلع وترجيع الطعام أبرز الأعراض


* العلاج بالتدخل الجراحي عن طريق المنظار بتخدير كلي

* الأطفال من سنتين إلى 10 أعوام يمارسون الظاهرة السيئة

* العملية تستغرق 45 دقيقة إذا تم اكتشاف الحالة خلال ساعتين

* التدخل الجراحي بفتح البطن إذا تأخر اكتشاف الحالة عن ساعتين

* اكتشاف البطارية متأخراً في أمعاء الطفل يطيل فترة المتابعة والمراقبة لشهور

* علاج 6 أطفال في "حمد الجامعي" من بلع البطاريات خلال 3 أشهر

حذر استشاري طب جراحة الأطفال بمستشفى الملك حمد الجامعي د. محمد أمين العوضي من "انتشار ظاهرة ابتلاع الأطفال لبطاريات الألعاب والتي يطلق عليها بالإنجليزية "Button Batteries"، حيث تبدو على شكل العملة المعدنية من فئة الـ100 فلس، سواء التي يحصلون عليها من الألعاب أو من "الريموت كونترول" الخاص بالسيارات أو الهواتف، أو من عدة أجهزة إلكترونية دقيقة"، كاشفاً عن أن "المضاعفات الخطيرة لعملية البلع قد تؤدي إلى وفاة الطفل".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أننا "نهدف إلى توعية المجتمع من هذه المشكلة الصحية الخطيرة التي دائماً ما تتسبب في آثار سلبية حال التأخر في معالجتها"، متحدثاً عن "خطورة كبيرة تصيب الأطفال جراء ابتلاع تلك الأنواع من البطاريات".

ودعا أولياء الأمور والآباء والأمهات إلى "ضرورة الانتباه إلى مثل تلك الحالات الخطيرة التي تؤثر سلباً على صحة الصغار، عن طريق مراقبة الأطفال الصغار خلال فترة اللعب وإبعاد الأجهزة سلفا عن متناولهم".

ونوه د. العوضي إلى أنه "تم علاج نحو 6 حالات مرضية في مستشفى الملك حمد الجامعي خلال الشهور الثلاثة الماضية".

وفي رد على سؤال حول الأعراض التي تظهر على الطفل جراء ابتلاعه لمثل تلك البطاريات وكيفية اكتشافها، أفاد د. العوضي بأنه "تظهر أعراض مختلفة لدى الطفل، لكنها قد تظهر متأخرة، وأبرز تلك الأعراض، الشعور بالألم الشديد أثناء البلع، وضيق التنفس، وإسالة اللعاب، والشعور بآلام، خاصة أثناء تناول الطعام، وترجيع الطعام فور تناوله".

وقال إن "البطاريات تختلف في حجمها بين كبير وصغير لكن بلعها عن طريق الطفل يتم بطريقة سهلة، لكنها تشكل خطورة كبيرة على حياة الطفل"، مشيراً إلى أن "الاطفال ما بين سن سنتين إلى 10 سنوات هم من يقبلون على ممارسة تلك الظاهرة السيئة".

وكشف د. العوضي أن "عملية بلع البطاريات تتسبب في جرح المريء ومن ثم يحدث ضيق، والتسبب في أضرار صحية ما بين المريء والرئة أو ما بين المريء والشريان الأورطى، حيث من المحتمل أن ينزف الطفل حتى الموت، ويحدث نفس الأمر إذا دخلت البطارية الأمعاء، أو الأثنى عشر".

وأشار إلى أن "بعض أولياء الأمور يكونون على علم وآخرون لا يكونون على علم بذلك، معتقدين أن الطفل قد قام ببلع عملة معدنية أو أزرار، لكن الأعراض تبين تفوق بلع العملات المعدنية أو الأزرار".

وحذر د. العوضي من "بلع الأطفال للعملات المعدنية والأزرار، مع العلم أنها أقل خطراً من ابتلاع البطاريات".

وذكر أن "اكتشاف حالة البلع يتم من خلال شكوى الطفل من شعوره بآلام شديدة ولا يستطيع أن يبلع لعابه، ويشعر بآلام أثناء الطعام مع ترجيع الطعام، لكن إذا أهمل علاج الحالة المرضية أو تأخر التشخيص، فتضر البطارية بالمريء لأنها تتسبب في احتراقه، حيث تتجه إلى الأوعية الدموية ومن الممكن أن تؤدي إلى نزيف حاد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله، لذلك يتم نزعها من معدة الطفل".

وقال إن "الطفل ما بين 4 سنوات إلى 10 سنوات، يستطيع أن يعبر عن شكواه من الألم، لكن الطفل ما بين عمر سنتين إلى 3 سنوات لا يستطيع أن يعبر عن تلك الآلام، وتلك مشكلة أخرى تتسبب في تأخر التشخيص والعلاج".

وفيما يتعلق بالعلاج، أفاد د. العوضي بأن "العلاج يكون بالتدخل الجراحي عن طريق المنظار، من خلال تخدير كلي، حيث تستغرق العملية الجراحية ما بين 40 إلى 45 دقيقة، في حال تم اكتشاف وتشخيص الحالة المرضية خلال ساعتين من عملية بلع البطارية، حيث يخضع الطفل للمراقبة والملاحظة نحو 24 ساعة قبل مغادرته المستشفى".

وقال إننا "نقوم بعملية توسعة للمريء جراء عملية الضيق التي حدثت نتيجة بلع البطارية"، محذرا من أنه "من المحتمل أن تخترق البطارية جدار المريء وتتجه نحو القصبة الهوائية، وتلك الحالة تشكل خطراً كبيراً على صحة الطفل".

ونوه د. العوضي إلى أنه "إذا تأخرت عملية التشخيص وتجاوزت الساعتين تحدث مضاعفات ونضطر إلى فتح البطن لنزع البطارية من الداخل، وربما تكون المضاعفات في الصدر، على حسب الحالة".

وفيما يتعلق بعملية المراقبة والمتابعة، أوضح د. العوضي، أنها "قد تصل إلى شهور نتيجة النزيف الذي حدث والأضرار التي تسببت فيها البطارية في جسم الطفل".

وأشار إلى أن "التقارير الصحية كشفت أن تلك الظاهرة تزداد في دول بينها أمريكا، لذلك نحن نريد نشر الوعي من أجل مكافحة تلك الظاهرة الخطيرة".

الجدير بالذكر أن مستشفى الملك حمد الجامعي على اتم استعداد دائماً لاستقبال الحالات الطارئة فهو مجهز بكافة الوسائل والخبرات الطويلة لعلاج جميع الفئات العمرية للمرضى.