محرر الشؤون المحلية




- توسع الدولة الخليفية في بناء القلاع يعكس رسوخ السيادة الخليفية على شبه جزيرة قطر

- الزبارة الحاضنة الاجتماعية والحضارية والثقافية والعسكرية للدولة الخليفية بشبه جزيرة قطر وجزر البحرين


- السيادة الخليفية انعكست في التشابه الكبير بتصميم القلاع في جزر البحرين وشبه جزيرة قطر

- توفير الأمن والاستقرار من أولويات الدولة الخليفية في شبه جزيرة قطر وجرز البحرين

- الدوحة العاصمة الاقتصادية للدولة الخليفية على الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر

- تعيين الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها لممثل سياسي من الأسرة الحاكمة في الدوحة يعد تأكيداً لأهميتها السياسية والاقتصادية

- الشيخ محمد بن خليفة الكبير استقطب عدداً كبيراً من العلماء لصناعة النهضة بالزبارة

- الشيخ محمد بن خليفة الكبير كان أول من عمر الزبارة وأنشأ فيها المدارس والمساجد

- الدولة الخليفية اعتنت بتعمير الوكرة بعد الزبارة والدوحة

- الوكرة أصبحت قصبة قطر في عهد الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة

أكد باحثون أن الزبارة ظلت الحاضنة الاجتماعية والحضارية والثقافية والعسكرية للدولة الخليفية في شبه جزيرة قطر وجزر البحرين على امتداد عقود طويلة.

وأكدوا للوطن أن السيادة الخليفية على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين كان لها أثر بارز في إحداث نهضة عمرانية واقتصادية انعكست على المكانة السياسية والاقتصادية والثقافية لشبه شبه جزيرة قطر.

وتطرقوا في حديثهم إلى رؤية الشيخ محمد بن خليفة الكبير العسكرية بتحصين شبه جزيرة قطر عبر بناء القلاع العسكرية لحمايتها وتعزيز مكاناتها السياسية وحماية القوافل والسفن والمياه الإقليمية.

من جانبه تطرق الباحث محمد جوهر إلى التشابه الكبير في تصميم القلاع الموجودة في مملكة البحرين حالياً ومثيلاتها الموجودة في شبه جزيرة قطر من حيث البناء والتصميم، لافتاً إلى أن غالبيتها بنيت على السواحل باعتبارها المنفذ الرئيسي للتجارة وحائط الصد لأي اعتداء أو هجوم محتمل.

الأهمية الاستراتيجية للقلاع

وقال جوهر: «إن الأهمية الاستراتيجية للقلاع تمثلت في تعزيز سيادة الدولة الخليفية وتأمين الحماية في كل من شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، إذ كان من أولويات الدولة الخليفية في تلك الحقبة توفير أمن الرعايا واستقرارهم اجتماعياً واقتصادياً وضمان أمنهم المعيشي في كل من شبه جزيرة قطر وجرز البحرين. لافتاً إلى أن الدولة الخليفية واصلت تعمير الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر بتعمير الوكرة بعد تعمير البدع «الدوحة».

وأشار جوهر إلى سيادة الدولة الخليفية على شبه جزيرة قطر وإلى تأسيس حضارة انتهجت أسلوباً متطوراً في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية.

وأوضح جوهر «إن تأسيس أي دولة واستقرار الحكم فيها واستكمال السيادة يتطلب تحقيق استقرار استراتيجي وعسكري وأمني، وهو ما كان محور اهتمام الدولة الخليفية في تلك المرحلة فتم إنشاء العديد من القلاع والحصون على امتداد السواحل الشرقية والغربية لشبه جزيرة قطر، وكان من أهم تلك القلاع: قلعة صبحا، وقلعة البدع، والوكرة وقلعة أم الماء، وقلعة الركيات، وقلعة الثغب، والعديد من القلاع الأخرى التي كانت تمثل حائط صد لأي اعتداء محتمل».

وقال جوهر: «إن إنشاء هذه البنية التحتية من القلاع في شبه جزيرة قطر دليل على أهميتها وارتباطها التاريخي بحكم الدولة الخليفية خاصة بعد استقرار مقر الحكم الرئيسي في جزر البحرين، وقد استمرت سيادة الدولة الخليفية وسيطرتها على شبه جزيرة قطر من جزر البحرين بعد انتقال العاصمة إليها».

معاهدة السلم العامة

وتطرق الباحث جوهر إلى ما تثبته الوثائق التاريخية بأن معاهدة السلم العامة الموقعة عام 1820م في عهد الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح كانت بمثابة انطلاقة دولية وتأكيد للثوابت التاريخية بتبعية شبه جزيرة قطر لجزر البحرين، فالاعتراف البريطاني بسيادة آل خليفة على شبه جزيرة قطر كان بمثابة تأكيد للأمر الواقع.

وأكد جوهر أن كافة الدلائل والوثائق تثبت أن الدولة الخليفية بسطت سيادتها الكاملة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين ومن ذلك ما دونه جون غوردون لوريمر في موسوعته «دليل الخليج» حيث ذكر أن حاكم البحرين وتوابعها في منتصف القرن التاسع عشر (حوالي 1850)، قام بتعيين ممثل سياسي من قبله وجعل مقره البدع «الدوحة»، وهم في العادة من أفراد الأسرة الحاكمة «آل خليفة» وهذا يؤكد على أهمية البدع باعتبارها العاصمة الاقتصادية للدولة الخليفية على الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر تاريخياً وحضارياً وعسكرياً.

توسع الدولة الخليفية

في بناء القلاع

من جانبه قال الباحث في النهضة العلمية في الزبارة عبدالناصر الصديقي: «إن انتشار القلاع وتوسع الدولة الخليفية في بناء القلاع على الساحلين الشرقي والغربي لشبه جزيرة قطر وجزر البحرين يدل على رسوخ سيادة الدولة الخليفية على شبه جزيرة قطر وهو ما دفع قبائل شبه جزيرة قطر لمبايعة آل خليفة كحكام للدولة الخليفية التي امتدت سيادتها لتشمل كامل شبه الجزيرة إلى جانب جزر البحرين بعد فتحها في عهد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، لتصبح الزبارة العاصمة التاريخية للدولة الخليفية في كل من شبه جزيرة قطر وجزر البحرين».

نهضة الزبارة

وتطرق الصديقي إلى النهضة التي شهدتها الزبارة قائلاً: «إن الشيخ محمد بن خليفة الكبير كان أول من عمر الزبارة وأنشأ فيها المدارس والمساجد، وجاء من بعده ابنه الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة ليواصل هذه المسيرة المباركة ويستقطب العلماء إلى الزبارة ومن أبرز هؤلاء العلماء العالم الفلكي السيد عبدالرحمن بن أحمد الزواوي».

وأضاف الصديقي: «إن الشيخ محمد بن خليفة الكبير بقدرته وذكائه استقطب عدداً كبيراً من العلماء حيث كان يهتم بالعلم والثقافة ويحرص على وجود العلماء في الزبارة فأتى بالعلماء من جميع التخصصات وكان من المشايخ الذين وفدوا إلى الزبارة من البصرة، الشيخ عبدالجليل الطبطبائي والشيخ عثمان آل جامع وعائلة آل جامع الذين كانوا جميعاً من أهل العلم والمعرفة وممن وفد إلى الزبارة وأصبح من أعلامها الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله آل فيروز»، لافتاً الصديقي إلى أن العلماء فضلوا التوطن في الزبارة باعتبارها ميناءً حضرياً يأتي إليه التجار والعلماء من كل صوب وحدب.

وأشاد الصديقي بالجهود الكبيرة التي تضمنها العمل الوثائقي الذي أعدته «الوطن» وما تضمنه الفيلم من معلومات وحقائق تكشف عن تفاصيل كثيرة جمعت من أكثر من كتاب ومستند. وقال: «إن الفيلم الوثائقي الذي أعدته الوطن تطرق إلى المصادر التاريخية الموثوقة التي استند عليها الفيلم الوثائقي ومنها كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية لمحمد بن خليفة النبهاني، و«دليل الخليج» للمؤرخ البريطاني جون غوردون لوريمر الذي يعد من أفضل ما كتب عن تاريخ المنطقة».

الوكرة قصبة قطر

إلى ذلك قال النائب محمد السيسي البوعينين: «أصبحت الوكرة بعد الدوحة والزبارة قصبة قطر بحسب المؤرخ محمد النبهاني، وهذه المنطقة التي كانت جنوب شرق شبه جزيرة قطر أصبحت ميناء مزدهراً في عهد الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة».

وأضاف البوعينين «أن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة قد نصب الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمان آل خليفة ممثلاً سياسياً من قبله وجعل مقره قلعة الوكرة، وهذا يعكس أهمية ومكانة الوكرة الاقتصادية والسياسية على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة قطر، فآل خليفة بعد ما عمروا الزبارة قاموا بتعمير الدوحة والوكرة».

وبين البوعينين «بحسب المتواتر في الموروث الشفاهي الوطني لدى أبناء القبائل في البحرين، بأن الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمان آل خليفة كان من أبرز خواصه راشد بن مبارك بن خاطر البوعينين، حيث كان رحمه الله عضيد ممثل الحاكم في الوكرة».