هدى عبدالحميد

الخرس الزوجي أحد المشاكل التي يمكن أن تكون سبباً في ضعف الحياة الزوجية وتهدد كيانها بالانهيار بغياب لغة التخاطب والحوار في البيت الزوجي، بحيث يسود الصمت بين الزوجين، وتنتفي بينهما لغة التواصل، ليتخذ كل منهما حيزاً خاصاً به يحتجب من خلاله عن الآخر ويكون الهاتف أقرب له من زوجه، ما يجعل الحياة الزوجية أكثر تعقيداً، ويسعى كل من الطرفين لقضاء أطول وقت ممكن خارج المنزل، ولا يجتمعان إلا في مناسبات لدى الأهل، وشيئاً فشيئاً تزداد الهوّة بين الطرفين أكثر، وبذلك يتجه الكيان الزوجي إلى السقوط، وربما في العديد من الحالات ينتهي إلى التفكّك والزوال.

تقول اختصاصية الإرشاد الأسري سكينة محمد الهلال إن الزواج رباط مقدس من الله عز وجل، كما أن الله جعل بين الأزواج مودة ورحمة وموطناً يسكن إليه الزوجان بعيداً عن ضغوطات الحياة، وكما أن الحياة مختلفة في المناخ وتتأثر بالمتغيرات الطبيعة كذلك الحياة الزوجية تختلف باختلاف الظروف؛ فقد تمر الحياة الزوجية ببعض الفتور أو الصمت أو ما يسمى ( بالخرس الزواجي ) وقد ينشأ هذا الفتور أو الخرس الزوجي لعدة أسباب مختلفة بحسب اختلاف الطبيعية البشرية والثقافة والعادات لدى الأزواج وقد ترجع الأسباب في حصول الصمت (الخرس) الزواجي إلى عدة أسباب، منها: طول مدة وفترة الزواج وقد يكون السبب في ذلك قلة حدوث الأنشطة المختلفة بين الزوجين.



وأضافت: "من أسباب الخرس الزوجي أيضاً انشغال كل طرف عن الآخر وعدم التفرغ للحياة الزوجية بينهما والالتزام بأمور المنزل والأطفال فقط، وكثرة المشاكل والضغوطات بين الزوجين، وعدم وجود الحلول قد يسبب تدهور العلاقة ومن ثم الخرس الزوجي.

وتطرقت اختصاصية الإرشاد الأسري إلى أن من أسباب الخرس الزوجي أيضاً تدخل الأهل في شؤون الزوجين وعدم قدرة الأزواج على الموازنة بين العلاقة الزوجية والأسرية بالإضافة إلى الضغوطات النفسية الخارجية من مشاكل مهنية أو مالية أو أمراض نفسية، فقد يكون أحد هذه الأحداث السبب الرئيسي لحدوث الخرس الزوجي.

وحول آلية علاج أو منع حدوث الصمت الزواجي (الخرس الزوجي) قالت: "جلوس الزوجين والمناقشة حول الضغوطات التي يمران بها والمشاركة في إيجاد الحلول، وعمل أنشطة مختلفة بين الزوجين لكسر الروتين اليومي الممل بين الطرفين".

وشددت اختصاصية الإرشاد الأسري سكينة على ضرورة فصل الضغوطات الخارجية المهنية والمالية عن الحياة الزوجية، كما يجب إدراك الطرفين أن الخرس الزوجي قد يؤثر سلباً على الأطفال وقد يلفت انتباههم بحدوث فجوة بين الوالدين، وأخيراً الحرص على إضفاء جو من التفاهم والتقبل والحب وانبعاث الكلمات الرومانسية لكل طرف لأنه يبني علاقة حب متواصلة دون انقطاع.

الرحمة والمودة قد زُرعت من الله عز وجل في أنفس الزوجين والعلاقة الزوجية علاقة وطيدة قوية فتعزيزها وتنميتها يعتبران طاعة ورضا وأجراً.

أحسنوا معاملة أزواجكم لتنعموا بحياة زاهرة ومتماسكة وقوية مبنية على التماسك والحرص والحب والمودة والعاطفة والتربية الحسنة لكم ولأطفالكم.