لغة الأرقام وهوس المانشيتات لن يخفيا يوماً الحقيقة المُرة التي أصبح من الصعب إخفاؤها في عالم التواصل الاجتماعي والشبكات المفتوحة، فاستعراض الأرقام وتضخيمها وتحويلها إلى صيغ أصغر تجعل من الأرقام الصغيرة عملاقة في نجاح وهمي يزيد من الرصيد الذي سينهار مع أول حقيقة يواجهها.

ما جرني إلى هذه المقدمة عدد من التصريحات التي انتشرت خلال هذا الأسبوع من جهاتٍ مختلفة أبرزها وزارة التربية والتعليم التي أعلنت عن تجاوز عدد زيارات البوابة التعليمية 52 مليون زيارة، وكأن الزيارة أصبحت مؤشراً للنجاح والتطوير، والواقع هو ضعف البوابة التعليمية التي تدفع الطالب وولي أمره لمحاولة الدخول عدد من المرات وعدم الاستسلام لضعف البوابة.

كذلك اقتراح تدريس اللغة الصينية في المدارس دون الالتفات إلى مخرجات المدارس في اللغتين العربية والإنجليزية، فمعظم الطلبة يعانون من ضعف في اللغتين بسبب ضعف المناهج، وكل الذين يتميزون في اللغة سيكون ذلك نتاج اجتهادهم وحرص أهاليهم على تطوير مهاراتهم اللغوية سواء في البيت أو في المعاهد المختصة باللغات.

فالمناهج الضعيفة وغير المتجددة بالإضافة إلى البيئة التعليمية السيئة أدت إلى عزوف كثير من العوائل البحرينية إلى التعليم الخاص، والسبب الرئيسي هو البيئة الصحية التي يتمناها كل ولي أمر لأبنائه ولكن هناك معضلة أخرى يعاني منها أولياء الأمور فيما يخص التعليم الخاص وهو ضعف اللغة العربية بشكل واضح لدى خريجي المدارس الخاصة وهو معيب في حق أي خريج يعيش على أرض عربية ومجتمع عربي، ولكنه لا يتقن لغته الأم ويجد أن التعبير باللغة الإنجليزية أيسر وأسهل له.

فمن الحلول البسيطة المقترحة بشكل متكرر هو اعتماد اختبارات خاصة في اللغة العربية قبيل معادلة الشهادة في وزارة التربية للحرص على مخرجات التعليم والحفاظ على الهوية العربية لدى الجيل الناشئ.