سيحيي 500 فنان من مختلف بقاع العالم حوالي 50 عرضاً في إطار فعاليات الدورة 21 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية، التي ستجري فعالياتها ما بين 22 و30 مايو المقبل.
ويتوقع المنظمون أن تستقبل هذه الدورة حوالي 80 ألف متفرج، سيتابعون سهرات فنية، تحييها فرق وفنانون من المغرب والعالم العربي ومن القارة الإفريقية، ومن بلدان أخرى كالصين وكوبا وإسبانيا والهند.
ومن أبرز الأسماء المشاركة مجموعة باييز للموسيقى الكردية (العراق) وصابر الرباعي (تونس) وجولي فاوليس (اسكتلندا) وأومو سانغاري (مالي) وتيكن جاه فاكولي (ساحل العاج) وأدواردو راموس (البرتغال) والثنائي روربرطو فونشيكا وفطومات دياوارا (كوبا، مالي)، وصونيا مبارك (تونس)، وبدر الرامي (سوريا المغرب)، ومروان بنعبد الله (المغرب) ومجموعة زخارف (المغرب) وفادا فريدي (السينغال) وحسين الجسمي (الإمارات).
وفي إطار سعيها للتعريف ببرنامج الدورة التي تعقد هذه السنة تحت شعار"فاس مرآة إفريقيا" نظمت مؤسسة "روح فاس" مجموعة من الندوات الصحفية في كل من لندن وباريس وبرشلونة الإسبانية والدار البيضاء.
وقال رئيس مهرجان ومؤسسة "روح فاس"، عبد الرفيع زويتن، في حفل الدار البيضاء، إن مدينة فاس عرفت كيف تحول نمط حياتها وروحانيتها إلى هذا المهرجان، الذي هو تجميع لعدد من النماذج الحضارية والثقافية.
وأوضح زويتن أن الاتجاه للاحتفاء بالبعد الثقافي الإفريقي لمدينة فاس باختيار شعار "فاس في مرآة إفريقيا" نابع من الرغبة في التعريف بالموروث الحضاري العريق للمدينة، والذي استمد قسطاً من إشعاعه انطلاقاً من امتداداته الإفريقية، مبرزاً عمق الروابط التي تصل المدينة بمحيطها الإفريقي، والتي تشي بتاريخ طويل من العلاقات التي كانت تربطها عبر التاريخ بالصحراء و"بلاد السودان" القديمة.
كما اعتبر أن المهرجان في دورة هذه السنة مناسبة لإحياء ذاكرة العلاقات الروحية والثقافية التي كانت تجمع فاس وبلدان جنوب الصحراء، من خلال استعادة سيرة شخصيتين بصمتا التاريخ المغربي والإفريقي على السواء، هما الشيخ سيدي أحمد التيجاني وحسن الوزان الملقب بليون الإفريقي.
من جهته قال المدير الفني للمهرجان، ألان ويبر، عن المدينة، التي كانت في ما مضى أرضاً للأسفار الروحية، ستشهد خلال هذا الموعد إحياء هذه الأسفار عبر مختلف العروض المبرمجة في محاولة لعكس شخصية هذه القارة العظيمة.
وتابع ويبر أنه من أجل تحقيق ذلك ستكون مختلف التعابير الموسيقية العصرية المنبثقة من الموسيقى الإفريقية التقليدية العريقة ممثلة في هذه الدورة، بما في ذلك موسيقى البلوز والريغي والموسيقى الكوبية.
ومن المنتظر أن يفتتح المهرجان، الذي سينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، بحفل كبير تحت عنوان "فاس تبحث عن إفريقيا" يتضمن تقديم لوحات تستحضر روح إفريقيا وإرثها الغني، وتسترجع محطات من حياة كل من الشيخ أحمد التيجاني وحسن الوزان، ومشاهد من رحلات هذا الأخير عبر القارة الإفريقية وفق تصميم وسينوغرافيا يعيدان رسم أهم معالم الذاكرة المشتركة بين الثقافتين المغربية والإفريقية.
وسيتم تقديم عروض موسيقية وكوريغرافية تختتم بتكريم الطائفة التيجانية وشيخها سيدي أحمد التيجاني (1737-1815) بمشاركة فنانين من المغرب وبوركينا فاسو والسنغال وموريتانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، مع مشاركة مميزة للفنانين سعيد التغماوي في دور حسن الوزان، ورسمان ودراغو في دور الحاج الإفريقي.
وعقب الندوة، قدم مدير منتدى فاس، الفيلسوف علي بن مخلوف، المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال المنتدى، ومن بينها "مسارات روحية، مسارات تجارية" و"التعددية اللغوية بإفريقيا" و"الرهانات المعاصرة الكبرى: صحة، تربية، جيوستراتيجية .." و"إفريقيا والمقدس" و"حسن الوزان ، ليون إفريقيا"، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات ستديرها نخبة من المثقفين البارزين وهم حوالي 20 متدخلاً.