افتتح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم في الخبر ورشة عمل ومعرض "مبادرة الميثان العالمية" التي تهدف لمناقشة وتبادل الأفكار حول إدارة انبعاثات غاز الميثان واستخدامه كمصدر للطاقة النظيفة في قطاعات عديدة.
وأكد في كلمة له خلال افتتاح أعمال الورشة أن المملكة العربية السعودية كأكبر دولة مصدرة للبترول في العالم، تقوم بدور ريادي في مجال إمدادات الطاقة، وترتبط به مسؤوليات تجاه البيئة والآثار السلبية للتغير المناخي، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
من جانب آخر كشف الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن الجهود التي تُبذل في مجال الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي وبروتوكول كيوتو، حيث انضمت المملكة في عام 2005 إلى عضوية المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، كما شاركت بصورة فاعلة في لجان "السياسات والجوانب الفنية"، وتتولى في الوقت الحالي رئاسة فريق عمل "بناء القدرات". وستستضيف مدينة الرياض المؤتمر الوزاري لهذا المنتدى في شهر نوفمبر من العام الحالي.
وبين الأمير عبدالعزيز أنه على الصعيد المحلي، طورت وزارة البترول والثروة المعدنية وأرامكو السعودية خارطة طريق لتقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه تضم مجالات استخلاص الكربون المنبعث من المصادر الثابتة، وخفض ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المصادر المتحركة مثل السيارات والسفن والقطارات والتطبيقات الصناعية الخاصة بالبوليمرات والألياف الكربونية ومواد البناء والكيماويات، وتخزين ثاني أكسيد الكربون في الطبقات الأرضية الحاملة للمياه المالحة.
وكشف نائب وزير البترول والثروة المعدنية عن توجه السعودية الانتقال من استهلاك السوائل الهيدروكربونية إلى استخدام الغاز، خاصة في مجال توليد الكهرباء، ولذا فإن هناك برامج طموحة قيد التنفيذ للتنقيب عن موارد الغاز غير التقليدي والإنتاج منها.
وقال هناك مشروع توسعة يجري تنفيذه لإنتاج ما بين 20 إلى 50 مليون قدم مكعب من الغاز الصخري في اليوم في عام 2016، تزيد بعد ذلك إلى 500 مليون قدم مكعب في اليوم بحلول عام 2018، علمًا بأن المستوى النهائي المستهدف لهذا المشروع يبلغ 4 مليارات قدم مكعب في اليوم بحلول عام 2025.
وأكد أنه على صعيد الأبحاث والتطوير، تنظر المملكة إلى التقنية باعتبارها العامل الأهم في أي حل مستقبلي وعادل لمسألة التغير المناخي، ومن هنا فإننا نبذل استثمارات كبيرة في الابتكارات ذات الصلة بالطاقة النظيفة. ويتم اليوم تنفيذ برامج بحث وتطوير واسعة النطاق حول كفاءة استهلاك الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة في مؤسسات عدة أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، ونتوقع أن تُجني ثمار هذه الجهود في المستقبل القريب.
وبين الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تدرك ضرورة مواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية في كل دول العالم، إلا أنها في الوقت ذاته تؤكد على ضرورة أخذ الاعتبارات ذات الصلة بالتغير المناخي في الحسبان، ومن هنا فإن إدارة الكربون كانت دائمًا حجر أساس في استراتيجية المملكة في مجال الطاقة.