عادةً ما نسمع أو نقرأ مصطلح الصم والبكم.. رغم الاختلاف بينهما والخطأ الكبير في الجمع بين الكلمتين لوصف الشخص، فلا يمكن أن نقول عن الأصم أبكم؛ لأن هناك فرق شاسع بين الأصم والبكم.

"الأصم" هو الشخص الذي لديه مشكلة أو عدة مشاكل صحية أو عضوية في جهاز السمع أدّت إلى فقدانه للسمع وبالتالي أدى ذلك لعدم قدرته على سماع الأصوات.

من هنا يمكننا إدراك المفهوم التالي الذي يبيّن أن الأصم هو الشخص الذي تكون لدية مشكلة في أعضاء جهاز السمع، أما مصادر إنتاج الكلام لديه فتكون سليمة وهذا ما يؤثر على قدرته على سماع الأصوات.



في حين أنّ "الأبكم" هو الشخص الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام أو خلل في المراكز المسؤولة عن إنتاج الكلام في الدماغ بالرغم من كون جهاز السمع لديه سليم وتكون المشكلة لديه في النطق وإنتاج الكلمات.

إن رعاية ذوي الاحتياجات السمعية في المجتمع وإعطائهم حقوقهم التي تكفل لهم حياة إنسانية كريمة تجعل منهم أشخاص قادرين على الاندماج في المجتمع كما يمكن الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم ومواهبهم التي حباهم المولى إياها، وهذا ما يسهم في تعزيز الثقة بأنفسهم وتبادل الثقة بينهم وبين المجتمع المحيط بهم، حيث إن إدماجهم في المجتمع المدني يهيأهم لكي يصبحوا ممارسين لحقوقهم على جميع الأصعدة سواء في التعليم والعمل والصحة مما يؤدي إلى التنوع في الإنتاج والتميز والإبداع في شتى مناحي الحياة، وهذا ما يعود بالنفع على المجتمع بالكثير من الطاقة الإيجابية المبذولة من قِبلهم.

ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن الأصم قادر على العطاء والعمل والإنجاز كباقي أفراد المجتمع خاصةً إذا ما هيأنا له الإمكانات ومنحناه الثقة و قدمنا له الفرص المناسبة، فمنهم من وصل إلى أعلى المراتب ونال أعلى الشهادات.

ونحن في منطقتنا العربية على وجه العموم قد ينقصنا القليل من ثقافة تمكين الصم وتسهيل التخاطب والتواصل معهم، بالرغم من أن بعض الدول العربية قد خطت في الآونة الأخيرة خطوات متقدمة لنشر تلك اللغة بمبادرات رائدة تثقيفية تعليمية من مترجمي لغة الإشارة في الوطن العربي موجهة للعامة من المتكلمين على سبيل المثال لا الحصر هناك مبادرة أنامل التي أسسنا لها بمشاركة إخواننا الصم وبمؤزارة من السيدة سلمى العصفور رئيس جمعية الصم البحرينية سابقا حيث اتخذنا شعار "دع أناملك تتكلم" بهدف نشر لغة الإشارة وتأسيس صف ثاني للصغار من مترجمي لغة الإشارة من الناشئة ، وقد استطاع من خلالها الصم أن يفرضوا لغتهم الأم لغة الإشارة في المجتمع، بل وأضحى الناس يتوقون ويسعون لتعلم تلك اللغة التي تمكّنهم من التواصل مع الصم، وجاءت الورش التعليمية التعريفية المقدمة من الجمعيات المختصة كجمعية الصم البحرينية مساندة ومحفزة لتلك الجهود في تطويع المواد الإشارية ونشرها على نطاق واسع في المجتمع البحريني على وجه الخصوص.

الدكتورة منى فخر

دكتوراه الفلسفة في المناهج وطرق التدريس

ناشطة في مجال ذوي الإعاقة