حثت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” دول المنطقة على ضرورة تطوير وتحسين وسائل مراقبة انتقال فيروس “كورونا” الذي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان إلى الحيوانات خاصة الإبل التي ينتشر التعامل معها في العالم العربي وشبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص.
وذكرت “فاو”، في تقرير وزع أمس الإثنين، أنه “بينما انتشرت العدوى من خلال الانتقال البشري في العديد من الحالات، فإن الحالات الأولية في المجموعات يتزايد احتمال الإصابة بها جراء الاتصال بمصادر غير بشرية للفيروس، بما في ذلك مصادر بيئية أو حيوانية غير معروفة”، حسبما نشرت وكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وأكدت “فاو” على ضرورة أن تقوم بلدان الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية، وخصوصاً هؤلاء الذين يرتبطون بإنتاج الإبل وتجارتها، بتكثيف الجهود لتشخيص هذا الفيروس في الحيوانات، وخصوصاً في سياق الإصابات البشرية الأولية.
ويتطلب ذلك التفاعل وبناء التعاون والثقة بين البيطريين والأطباء ومربي وبائعي الإبل.
ونظمت “فاو” بالتعاون مع دولة قطر والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية ورشة عمل إقليمية في الدوحة من أجل تقييم الوضع الحالي، ووضع توصيات لتحسين مراقبة الفيروس ومنعه والسيطرة عليه.
وشارك في الورشة كبار المسؤولين البيطريين، وخبراء الصحة الحيوانية، وكذلك مسؤولو الصحة العامة عن فيروس “كورونا” في بلدان مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى البلدان الأخرى المعنية بالإقليم.
كما شارك فيها خبراء وعلماء بارزون في فيروس “كورونا” في معاهد بحوث محددة، وخبراء فنيون من منظمات دولية وإقليمية.
وقال عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى، إن “فاو” تعهدت بتقديم الدعم الفني للبلدان الأعضاء في الإقليم كجزء من إطار عمل الاستجابة العالمية الكلية للتهديد العالمي الذي يسببه فيروس “كورونا”.
وأضاف أن مشروعاً للتعاون الفني الإقليمى سيتم إطلاقه قريباً لمساعدة بلدان الإقليم على أن تخفف من آثار الإصابات بهذا الفيروس في الإبل من خلال المراقبة المبنية على رصد الخطر، واستهداف تحاليل سلسلة القيمة وبناء القدرات الإقليمية لمختبرات التشخيص وتحليل المخاطر ومكافحتها.
كما طورت “فاو” إطار عمل استراتيجي لبرنامج إقليمي للصحة الحيوانية وسلامة الغذاء لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بهدف بناء نظم مستدامة ومتكاملة لدعم الصحة الحيوانية وسلامة الغذاء على المستويات الوطنية والإقليمية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن برنامجاً إقليمياً فرعياً للصحة الحيوانية وسلامة الغذاء يستهدف بالتحديد شبه الجزيرة العربية سيتم إعداده بناء على إطار العمل الاستراتيجي الإقليمي.
يذكر أن التقارير مازالت ترد حول إصابات بشرية بفيروس “كورونا” للجهاز التنفسي في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط، فمنذ أبريل 2012 تلقت منظمة الصحة العالمية تأكيدات بإصابة 1106 حالات بشرية من بينها 421 حالة وفاة.
وقد حدثت معظم الحالات في المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من عدم تغير نموذج انتقال المرض نسبياً، فإن الوضع الإجمالي واحتمالية الانتشار الدولي مازال يثير القلق.