مجموعات للدردشة، وجروبات متنوعة، تقضي بالفعل على مشاعر الوحدة في لحظتها، لكنك بمجرد البعد عن الإنترنت تشعر بالوحدة مجدداً، وبأنك لا تملك علاقات صداقة حقيقية، وثرية، إذ يظل "صديق الإنترنت" غريباً، ولا بد من أن تتوخى في حديثك معه الحذر، ما لم تلتقيا على أرض الواقع وتبدأ بينكما معاملات، وعلاقة حقيقية.

لذا، سواء تحول أصدقاء الإنترنت إلى أصدقاء حقيقيين، أو كان لديك أصدقاء حقيقيون خارج إطار علاقات الإنترنت، فأنت بحاجة إلى إثراء صداقتك، وإليك هذه الإرشادات التي يمكنك بواسطتها الحصول على علاقات صداقة جيدة:

من المهم أن تكون صورتك الذاتية عن نفسك أمام نفسك صحية وواقعية، فالقبول لذاتك، والاهتمام بها، والتقدير لها، يعزز ثقتك بنفسك، ويجلب لك صداقات طيبة، والعكس صحيح تماماً.



ومادمت قد تقبلت ذاتك، فلا بد أيضاً من أن تقبل الآخرين، فلا تحكم على تصرفاتهم، ولا تحتقر أحداً أو تلُمْه أو تستخفّ بمشاعره أو أفكاره فهذه هي الوسائل الناجحة جداً لهدم العلاقات وتدميرها، بل امنح لأصدقائك مساحات من الشعور بالراحة للتعبير عن مشاعرهم، و"الشوفان" لمواهبهم وسجاياهم ومميزاتهم، وارتكاب الأخطاء، ولا تقيمهم على أساس ما يمتلكون من أموال وممتلكات، أو تقارن ما تملكه بما يملكونه من هذا كله.

علاقات الصداقة بنك عاطفي، له إيداع، وسحب، ورصيد، هكذا يجب أن تتعامل مع صداقاتك، لذا أفعالك الطيبة والجيدة مع أصدقائك هي الرصيد، والعكس هو السحب، فانتبه.. انتبه للغة جسدك، وتواصلك البصري، وكلماتك، عندما تتواصل مع أصدقائك، اجعل هذه الوسائل كلها تعبر عن اهتمامك بهم، وبتفاصيل حياتهم، والاطمئنان عليهم، وتشجعيهم، ودعمهم، وشاركهم بصدق ومواجدة إذا ما شاركوك أوجاعهم، أو تجاربهم الصعبة، وأنصت لهم، ولا تنصحهم إلا إذا طلبوا منك ذلك.

احرص على بقاء علاقات الصداقة في حياتك قوية، بالحفاظ على سرية أي معلومات شخصية يبوح لك بها أصدقاؤك، ومراعاة حدودهم النفسية والشخصية، واحترامها، وعدم تجاوزها.