هدى عبدالحميد

تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل تغذية لطفلكِ وهي الطريقة الموصى بها على نطاق واسع لإرضاع حديثي الولادة حيث توصي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر السّتة الأولى من حياة الطفل، على أن يبدأ ذلك خلال الساعة الأولى بعد الولادة والاستمرار في الرضاعة الطبيعية حصراً "دون أي طعام آخر" خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل إلا أن بعض العوامل قد تدفع الأم أو تضطرها إلى التفكير في الرضاعة الصناعية أو المزج بين كليهما.

وللتعرف على فوائد الرضاعة الطبيعية قالت اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة بسمة عاطف إن الرضاعة الطبيعية هى المصدر الرئيسي لتغذية الرضيع قبل تمكّنه من تناول وهضم الأطعمة والمواد الغذائية الأخرى، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل وتوصي أيضاً بالرضاعة الطبيعية المكملة حتى عمر سنتين على الأقل، مادامت الأم والطفل يرغبان في ذلك.



وأضافت: يمكن للأم عادةً البدء في الرضاعة الطبيعية في غضون ساعة أو نحو ذلك من ولادة الطفل، فكلما زاد مقدار الحليب الذي يرضعه الطفل، زاد مقدار الحليب الذي يقوم الثدي بتكوينه.

وأكدت الدكتورة بسمة أن حليب الثدي يتكيف مع نمو الطفل لتلبية احتياجاته المتغيرة. واستعرضت فوائد الرضاعة الطبيعية للأم وكذلك فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل.

وأوضحت فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم: وهي تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الرحم والمبيض، والحماية من الإصابة بهشاشة العظام، وتقليل نسبة الإصابة بحالات النزيف بعد الولادة وبالتالي تحمي الأم من مرض فقر الدم ومضاعفاته.

وأضافت: وتأخير التبويض لأن هرمون (البرولاكين) يزداد إفرازه في أثناء رضاع الطفل من أمه حيث يؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية فترة محددة قد تستمر طيلة مدة الإرضاع، وتعزيز الصحة العاطفية وتوفير السعادة للأم: فهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها، والمساعدة على فقدان الوزن بعد الولادة، كما أنه يتطلب عملاً قليلاً لا تحضير للوجبات ولا تنظيف للزجاجات الرضاعة الطبيعية أقل تكلفة.

وتطرقت الدكتورة بسمة إلى فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة إلى الطفل، وهي: تقليل خطر تعرض الطفل لعدد كبير من الأمراض، والمساعدة على تنظيف وليونة الأمعاء وبالتالي فهو يقلل من خطر تعرض الطفل للإصابة بالصفراء، وزيادة نسبة ذكائه وتساعد على تطور ذهني أفضل، والمساعدة على تقليل خطر الإصابة بأمراض الحساسية.

وأضافت: "تساعده الرضاعة الطبيعية على تقوية وتكوين الجهاز المناعي حيث يبدأ إنتاج اللباء خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة. واللباء سائل رقيق مصفر، وهو نفس السائل الذي يتسرب من الثدي خلال فترة الحمل. وهو غني بالبروتين والأجسام المضادة التي توفر الحصانة للرضيع، وتقليل معدلات تعرضهم لمرض السكري وفرط الوزن والسمنة، بالإضافة إلى نمو جيد للفك وتفادي النمو غير العادي للأسنان.

****في بوكس

***اهتمام المملكة بتشجيع الرضاعة الطبيعية

والجدير بالذكر أن برامج تشجيع الرضاعة الطبيعية بمملكة البحرين بدأت مع تشكيل لجنة الرضاعة الطبيعية لتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية في فبراير 1992م، ومنذ ذلك التاريخ حققت وزارة الصحة إنجازات عديدة وخطوات رائدة في مجال الرضاعة الطبيعية على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، حيث تم تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل على جميع مستشفيات الولادة في مملكة البحرين وأيضاً جميع المرافق الصحية المعنية برعاية الطفل والأمومة منذ عام 1993م، وتبعها الإنجاز الكبير الذي تفخر به وزارة الصحة والمتمثل في صدور مرسوم أميري بقانون رقم 4 الصادر في 1995م، بشان رصد الاستخدام، والتسويق، والترويج لبدائل لبن الأم والذي يطبق أحكام المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الأم على مستوى دولي، ومع تطور الصناعات الغذائية في مجال تغذية الطفل والتحديات الصحية التي تمر بها هذه الفئة من الأطفال والأمهات، وسعيها لتطبيق أكثر انضباطاً للقانون وتقليل المخالفات في هذا المجال وزيادة المراقبة والرصد على تسويق وترويج بدائل لبن الأم لضمان الاستمرار في رفع المستوى الصحي لهذه الفئة ارتأت وزارة الصحة ضرورة إصدار قرار لتنظيم إجراءات تسويق بدائل لبن الأم، وسعت جاهدةً من خلال دعم القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها، لتحقيق هذا الإنجاز الذي تفخر به وزارة الصحة، إذ يتوج جميع الجهود بالنجاح والمساهمة في تحقيق الهدف الذي يصبو إلى رفع نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة إلى 50% مع نهاية 2022 وتحويل كافة مستشفيات مملكة البحرين إلى مستشفيات صديقة للأطفال. والذي يعود بالفائدة على صحة وسلامة الأم والطفل منذ الولادة.