الاحتجاج على القتل والعنف واستباحة الإنسان للإنسان لا يقف على نوع واحد من المقاومة أو الرفض، وليس السلاح هو الخيار الوحيد على مشروعيته بمواجهة الإرهاب لمن يريد أن يعطي للحياة معنى.
ليلة أمس، الاثنين، اجتاحت بغداد موجة من التفجيرات التي أعلن داعش مسؤوليته عنها، وقتل فيها أطفال ونساء وشيوخ لا علاقة لهم بالجيش أو الشرطة أو ميليشيات الحشد الشعبي، وإنما هو التوقيت الخطأ في المكان الخطأ، والنفوس الداعشية التي نخرها الحقد حتى باتت تريد أن ترى كل ما تقع عليه العين: أسود وقبيحا.
الموسيقار العراقي وقائد الفرقة السمفونية الوطنية كريم وصفي، تأبّط سلاحه وذهب يقاوم قبح داعش بابتكار الجمال، فعزف في موقع انفجار مدينة "المنصور" التي تعدّ من المناطق الراقية في بغداد، عزف أغنيات عراقية مشهورة، ومقطوعات موسيقية عالمية، تمجّد الأمل وتحرّض الإنسان على ابتكار الحياة.
يشار إلى أن وصفي أقام أكثر من فعالية مشابهة في ليلة رفع حظر التجوال، وفي المقاهي الشعبية، وللأطفال في الشارع العامة.