هدى عبدالحميد

المرأة العاملة باتت سنداً قوياً للزوج في تحمل جزء من ميزانية الأسرة، وخاصة أن متطلبات الأسرة تفوق في العصر الحالي أحياناً دخل الرجل، ومع دعم الدولة للمرأة وتشجيعها على العمل استطاعت أن تثبت كفاءتها وقدرتها في القيام بمهام العمل مثل الرجل، حتى تبوأ بعضهن أعلى المناصب وجاءت جائحة كورونا لتثبت مدى حاجة المجتمع إلى عمل المرأة وخاصة في مجالات التعليم والصحة، ولكن رغم ما حققته المرأة من إنجاز في مجال العمل ونحن في القرن الواحد والعشرين مازال هناك من يعتبر أن المرأة مكانها الطبيعي المنزل، وخاصة إذا كان الرجل قادراً على تلبية كافة احتياجات الأسرة.

ويقول أحمد كركي: "يد وحده ما تصفق" في السابق كان أغلب الرجال يفضلون عدم عمل المرأة لأسباب مختلفة وأسباب شخصية، ولكن مع كل التطورات للمرأة البحرينية بشتى المجالات حتى وصلت للعالمية بدعم كبير ودعم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة الملك أصبح دور المرأة فعالاً بشكل كبير حيث أصبحت البنت تطمح لتكون المسؤولة الأولى وشريكاً داعماً كونها أماً و زوجة وبنفس الوقت عضواً فعالاً بالمجتمع البحريني".



وأضاف: "في الواقع وصعوبة الحياة والمسؤولية لا بد من تكاتف الزوجين الانطلاقة الحقيقية في الحياة وبنسبة 60% أصبحت الشراكة الزوجية أساس سير الحياة لدى الزوجين لتوفير حياة كريمة لهما ولأطفالهما".

وأكد أن "الزوجة الموظفة هي الداعم الأكبر لزوجها وأبنائها ففي ظل انتشار فيروس كورونا وجلوس الأمهات في المنزل لاحظنا الدور التي تقوم به الأم الموظفة فهي الأم والمدرسة والموظفة في وقت واحد في أوقات العمل عن بعد فتزداد المسؤولية بشكل كبير عليها في نفس الوقت وأثبتت قدرتها بجدارة على تحمل هذه المسؤولية، فيجب علينا جميعا التأقلم مع كل الظروف والخروج بمخرجات جديدة تساهم في تذليل جميع الصعوبات والعقبات التي تواجه الزوج والزوجة لتبقى المراة هي الأم والأخت والموظفة والزوجة ومهما كانت ظروف الحياة فالمرأة البحرينية مثال حقيقي للتضحية والمسؤولية والشريك الأساسي للعائلة".

ومن جانب آخر قال أحد الأزواج لدي قناعة إذا كان الزوج قادراً على تلبية متطلبات الأسرة فإن المرأة مكانها الطبيعي هو المنزل ودورها الأساسي في الحياة هو أن تكون أماً ترعى شؤون أبنائها وزوجها ومنزلها ولا تخرج للعمل إلا لدواعي الحاجة المادية، وهذا لا يعني أنني ضد طموح المرأة فأنا أرى أن من حق المرأة الحصول على أعلى الدرجات العلمية، وهذا يجعلها قادرة على تربية أبنائها بكل بشكل أفضل.

وأضاف: "هناك حالة لصديق لي أصرت زوجته على الخروج للعمل بحجة الملل وأن ابنها يمكن أن يتم إلحاقه بإحدى الحضانات وجاءت جائحة كورونا وكانت معاناتهم عصيبة بعد الإغلاق ورفض زوجته ترك العمل، حيث كانت تعمل في قطاع خاص ورفض عملها من المنزل وأصبحت المشكلة عدم وجود مكان ملائم ليمكث فيه الطفل طيلة ساعات عمل الأم وبعد محاولات فاشلة لتوفير مربية أو عاملة منزل وبعد تعثر تدبير أمورهم لم يجدوا مفراً من ترك الأم للعمل للاهتمام بالطفل".

ومن جانبه قال أحمد عقاب: "إن مسألة عمل المرأة، لها أهمية كبيرة ويكتسب الموضوع أهميته لأن المرأة نصف المجتمع لقد تجاوز كثير من المجتمعات رفض عمل المرأة وأصبح عملها من البديهيات وخاصة في المجتمعات المتقدمة مثل البحرين إذ يساهم كلا الطرفين في بناء المجتمع".

وأضاف: "قد نسمع بين فينة وأخرى بعضاً من الناس يعارض عمل المرأة نهائيّاً ومطلقاً، وبعضاً آخر على نقيضٍ من ذلك يشجع عمل المرأة. فبالإضافة إلى مشاركة المرأة في حمل مسؤوليات الأسرة من الناحية المادية ويعتبر البعض خروجها للضرورة المادية إلا أن هناك فئة من الأزواج يشجعون عمل المرأة إيماناً منهم بأهمية عملها في تحقيق ذاتها وإثبات حقوقها وأعتقد أننا أمام مرحلة أثبتت لمن كانوا يرفضون عمل المرأة أنهم مخطئون".

وأكد أن جائحة كورونا جاءت لتثبت أهمية المرأة ودورها العظيم الذي لا غنى عنه ففي ظل كورونا وجلوس الأولاد للدراسة وعمل الزوجة أدى إلى تغيير الركائز التي كانت عليها المجتمعات الحديثة ومنها انقطاع الأطفال واعتماد سياسة التعليم عن بعد حيث باتت الأم تقوم بعدة أدوار بالإضافة إلى المهام العادية أصبحت مطالبة بمتابعة دراسة الأبناء.

وبين : "وجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام تحديات جديدة أهمها مساعدة الأطفال على التأقلم مع نمط الحياة الجديد، وهذه المرحلة تحتاج لتكاتف الزوج ومساندته لزوجته، لذا لا بد من التنسيق بين الزوج والزوجة في توزيع المهمات والأوقات للعمل لتكون أكثر إيجابية ومشاركتها في الرعاية للأولاد كما كانت المرأة وستظل مساندة للرجل في إدارة عجلة المجتمع عليه أن يكون مسانداً لها في إدارة شؤون أولادهما".