يستقبل الشعب اليمني شهر رمضان في ظل أوضاع استثنائية، فرضتها الظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.

ورغم هذه الأوضاع، إلا أن الشعب اليمني يقبل على الحياة ويستعد للشهر الكريم بذات الزخم الذي اعتاده، ويستمر في مواجهة تبعات حرب مليشيا الحوثي الانقلابية، للتغلب على تأثيراتها الاقتصادية.



ويرى الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بجامعة عدن، الدكتور عبدالرحمن بارحمة، أن الشعب اليمني يتعامل مع الأوضاع المعيشية المتدنية بشيء من المقاومة.

ويضيف في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن المواطن اليمني يدرك تبعات ما خلفته حرب المليشيا الحوثية على الاقتصاد الوطني، وتدني سعر العملة، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الأساسية، لهذا فهو يمضي في ممارسة حياته بكل تفاصيلها، وبشكل طبيعي، من منطلق "المقاومة الاقتصادية" للتبعات المترتبة على الحرب.

ويؤكد خبير الاقتصاد اليمني أنه من المؤكد انخفاض مستوى القوة الشرائية للمواطن اليمني، وتعامله بكياسة مع ارتفاع الأسعار، إلا أنه يتواجد في الأسواق ويستعد لشهر رمضان رغماً عن كل ذلك.

محمود سعيد، مواطن يمني يعيش بمديرية البريقة، ويعمل مهندسًا فنيًا في شركة مصافي عدن، تحدث لـ"العين الإخبارية" عن ضروريات رمضان التي لا مناص منها.

وقال: "يمثل رمضان طقسًا مميزًا لا يمكن أن يستغني عنه أي يمني، ولهذا تجد الأسواق مكتظة، رغم ارتفاع الأسعار؛ وذلك بسبب الحرص على تأمين كافة احتياجات وطقوس الشهر الكريم".

ويعترف سعيد أن حجم القوة الشرائية تتراجع مقارنةً بالأعوام الماضية، إلا أن هذا لا يمنع من استمرار العيش والحياة، والاستمتاع بكل لحظة ومناسبة، كأحد السبل للتغلب على تداعيات الحرب.

ويشير إلى أن اليمنيين وبقلوبهم الرقيقة والمتآلفة، لا يمكن أن ينسوا الفقراء، ومن طحنتهم ظروف الحرب الحوثية، وأثرت عليهم بشكل مباشر وقاسي، لهذا نجد الميسورين يمدون يد العون والمساعدة لغيرهم من الفقراء.

مؤكدًا أن شهر رمضان هو شهر التراحم والتكافل؛ ويساعد الناس بعضهم بعضًا، بكل حب وخير، بحيث لا يشعر الفقراء بأي فرق أو احتياج.

رغم الإقبال على الأسواق قبيل رمضان، إلا أن التحذيرات والمخاوف من انفلات الوضع الصحي بسبب فيروس كورونا، لا زالت قائمة بالفعل.

وانعكست هذه الظروف بالفعل على الكيفية التي يستقبل بها اليمنيون شهر رمضان، حيث لوحظت الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الجائحة متواجدة في الأسواق والمولات.

كما أن المواطنين باتوا أكثر وعيا وإدراكا للإجراءات الوقائية؛ لهذا أصبح كثير منهم ملتزم بآليات الوقاية والحماية، بمستوى أكبر من الموجة الأولى.