بداية الكلام أود أن أوجه السلام والتبريكات إلى الجميع من دون تحديد أو تفريق لطائفة أو دين، فكلنا على هذه الأرض عباد الله، وشهر رمضان الكريم رحمة للعالمين.

منذ أن حلّت علينا جائحة كورونا بداية العام 2020 ونحن نراقب كيف تبدلت معالم الكون أجمع وما كان طبيعياً وعادياً بالأمس أصبح اليوم أمراً يكاد مستحيلاً أو أنه أصبح مؤكداً من غير تدليس.

عامٌ كاملٌ كان كفيلاً أن يعلمنا الكثير من الدروس القاسية والعِبر، ومهما بلَغَ فينا الكِبَر لا يزال القلب يفرح ويتلهف لتلك الجلسات التي تجمعنا مع من نحب، حول مائدة واحدة في المناسبات الاجتماعية والدينية. ولعل هذه السنة تكون قاسية جداً علينا كوننا فارقنا على مستوى العالم أجمع الكثير والكثير من الأهل والمعارف والأصحاب وفي كل جلسة سوف نفتقد مكانهم بيننا.

ولو أردت أن أتطرق إلى صلب المقال وهو قمر الشهور ونور القلوب، رمضان شهر الرحمة. أجد أن فترة 30 يوماً تعتبر كافية كي نلتزم بالخصال الحِسان ونصومُ عن السيء منها. فما بتنا نلاحظه في الآونة الأخيرة بعض الأشخاص على مستوى الأفراد ولا أتحدث على منظمات أو جماعات، وإنما أشخاص عاديين أصبحوا يتفننون بالتصرفات الوقحة والسلوكيات الخالية من الأخلاق والمُتَزَيِنَة بقلة الأدب متوشحين بوشاح الحرية الشخصية والجرأة وحق التطاول على الآخرين، والأكثر من هذا أنهم يُفتون ويكتبون باسم الدين وهم لا يفقهون من أخلاق وعلمِ الدين شيئاً.

وفي الختام علنا بهذا الشهر الفضيل أن نُرغم أنفسنا في الابتعاد عما يسيء إلينا من سمات غير محمودة ونعوّد أنفسنا عليها وأن نُشغل أنفسنا بما هو جيد ومفيد. ألم يحن الوقت أن نقول جميعاً كفانا سيطرة وتسلط، كفانا تنمّر وتنابذ بالألقاب، كفانا سباب وشتم ولعن، كفانا بذخ من غير حسبان، كفانا التعامل باحتقار كفانا كذاًب، نفاقاً وازدراء... والقائمة تطول.

نسأل الله العلي القدير أن يزيح العتمة والظلمة عن قلوبنا ويحل مكانها نوراً يعمر دروبنا.