التوجيهات الملكية الأخيرة بفتح دور العبادة ومعها قرارات الفريق الوطني لمكافحة الوباء التي سمحت بفتح كل الأنشطة التجارية تعني وبفضل من الله أننا بدأنا نعود شيئاً فشيئاً إلى الوضع الطبيعي المتعارف عليه. والذي أعجبني كثيراً أن كل ما صدر جاء مدروساً ولم يكن بعيداً عن التوجه العام الذي اختطه الفريق الوطني لطريقة التعامل مع الجائحة منذ البداية.

هناك من توقع إغلاقاً للكثير من الأنشطة مع حلول شهر رمضان الكريم لتقليل التجمعات. وخرجت تخمينات أن الحظر الجزئي على حركة الناس قادم لا محالة بسبب وصول عدد الحالات المصابة إلى أعداد غير مسبوقة. لكن لا هذا حصل ولا ذاك.

الآن الكرة فعلياً وبشكل صريح في ملعب الناس، فمن يريد أن يتعبد - كل حسب طريقته - في بيوت الله أو يصلي السنن فيها ليس مطلوباً منه سوى أن يتشجع ويأخذ اللقاح كي يعود وفي أسرع وقت لكسب الأجر المضاعف بإذن الله. ومن يريد أن يملأ معدته بما لذ وطاب ويصور الأكل وأصنافه داخل المطاعم خاصة مع قرب دخول فصل الصيف وصعوبة التواجد في المناطق الخارجية فيها، أيضاً، لن يبعده عن هذا الهوس المستحدث سوى إبرتين.

وينتابني شعور أن الكثيرين سيسارعون للتسجيل للقاح الآن خوفاً من أن يفوتهم تصوير مطعم ومحتوياته أو فيلم يعرض على الشاشة الكبيرة، أكثر من أي سبب آخر! ويشاع أن حتى بعض الحوامل، بدأوا في الاتصال برقم 444، للاستفسار عن أفضل وأسرع السبل للحصول على اللقاح!

والملاحظ أن بعض من كان صوتهم مرتفعاً في المطالبة بفتح جميع دور العبادة وكانوا يصرون على فرض المقارنات بين حالها وحال الأسواق التي لم يطلْها الإغلاق أصابهم صمت عميق وحالة من التفكر بعد صدور القرارات!

عموماً، أياً كان الدافع للحصول على اللقاح الآن وبعيداً عن البحث في النيات، فالهدف الذي تنشده الجهات المسؤولة عن الصحة العامة في البلاد، تحقق وبقدر كبير من الذكاء! عفية!