بداية نهنئ الجميع بشهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم بأفضل حال وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

وبهذه المناسبة ندعو الله أن يحفظ البحرين وأهلها وأن يتمم علينا نعمه وفضله وننعم بالأمن والأمان في ظل مليكنا حفظه الله ورعاه وأطال في عمره وأبقاه.

وندعو الجميع أن يقدروا ويثمنوا ويقيموا ما ينعم به المواطن من حقوق ورعاية في ظل سيادة القانون وحكم المؤسسات في دولة تشق طريقها بجهد وتعمل قيادتها على توفير ما تمكن من أسس الحياة ورفاهيتها لشعبها.

كما ندعو الله أن يحيط قياداتنا ببطانة صالحة تخشى الله وتهابه وتهيئ لهم من أمرهم رشدا، اللهم إنك مجيب الدعاء.

مناسبة ما نذكر به مجموعات من مواطنينا فإن الذكرى تنفع المؤمنين هي تلك الضجة المفتعلة حول أوضاع مراكز التأهيل كمنشآت وكنظام و كمحكومين يقضون فترات عقوباتهم فيها، ولن نتحدث هنا لأهالي المحكومين كآباء وأمهات فهؤلاء نراعي فيهم مشاعر الأبوة والأمومة الغريزية التي نعلم صدقها كمحرك لأي أمل أو تفكير مستقبلي للأبناء، إنما نخاطب من يحرضهم ومن يحركهم ومن يسيرهم ومن ينظم مسيراتهم متلاعبين بتلك المشاعر الصادقة وتوظيفها توظيفاً سياسياً دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو الإنسانية، يمنونهم بأن حراكهم سيغير الأحكام وأن هناك ضغوطاً دولية تساند مطالبهم وأن مملكة البحرين ستنسف الأحكام القضائية والحق العام والحق الخاص الذي بناء عليهم صدرت الأحكام ضد المحكومين وسترضخ (للضغوط) وتطلق سراح أبنائهم!!

نذكر هؤلاء أنكم أنتم سبب وجود المحكومين أصلاً في مراكز التأهيل، وعودكم وأمانيكم هي من أدى للتغرير بالأبناء واليوم لم تكتفوا بل تتلاعبوا بالآباء والأمهات أيضاً.

كم مرة قلتم إن هناك قوى دولية تقف خلفنا تساندنا؟ كم مره قلتم إن هذه المرة غير وهذه المرة سننجح وهذه المرة سنكسب جولتنا؟ ألم تتعلموا من الدروس التاريخية الماضية؟ ألم يكفكم من ضيعتم مستقبلهم وتركتموهم ليواجهوا الخطر وحدهم؟ ألم يكفكم عزلهم وفصلهم عن نسيجهم الاجتماعي وخلق الحواجز بينهم وبين بقية المواطنين؟

البحرين تداوي جروحها التي خلفتموها منذ عشر سنوات، تلم الشمل، توفر بيئة الانصهار لنسيجها الاجتماعي، تتجاوز الخنادق التي حفرتموها، كفاية إذن اتركوا الأجيال القادمة تبني قلاعها الوطنية مشتركة وموحدة.

هذا التلاعب بمشاعر الأمهات يزيدهم ألماً ويربكهم، أضف لذلك كذبكم وافتراءاتكم حبالها قصيرة ما تقوم وزارة الداخلية ووزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة وهيئات التظلمات والمؤسسات الحقوقية المدنية، جعلها في مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع، فقد وصلنا لمرحلة السجون المفتوحة والعقوبات البديلة ومشاركة المؤسسات المدنية وحتى الدولية في الرقابة وبلغت درجات الشفافية مبلغها، إنما كانت فرصة للدولة أن تبرز نظامها العدلي والحقوقي وتظهر ما تقوم به من جهود جبارة لضمان وصول حقوق المحكومين حتى وهم يقضون محكوميتهم، فنقلوا الوضع صوتاً وصورة وشاهد العالم أوضاع المنشآت والمرافق ونوعية الخدمات والرعاية التي يلقاها المحكوم، ولتقارن بأي منشأة أو نظام أو خدمات تقدم للمحكومين في تلك الدول التي تحرككم!!

في النهاية لا تلعبوا بمشاعر من لا ذنب لهم سوى أنهم أمهات وآباء وإن لم تعتبروا أنتم ولم تستوعبوا الدرس ولم تدركوا بعد كم كنتم مجرد بيادق وأحجار يحركها من يعدونكم ويمنونكم ثم يبيعونكم بأرخص الأثمان، فعلى الأقل كفى متاجرة بآلام الآخرين.

وصوموا تصحوا شافانا الله وإياكم.