مدخل

عندما استقرت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، من بعد فتح مكة المكرمة، وتطهيرها من علامات الشرك بالله تعالى، وأن البيت العتيق لعبادة الله سبحانه، كما أُسس أول مرة بأمر الله تعالى، ثم دُرس إلا شيء من موقعه وأعيد بناؤه في عهد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، إذ بوأ الله جل جلاله له مكان البيت، إلا أنه مع تعاقب السنين والقرون، وذهاب قوم ومجيء قوم، عادت الجاهلية من جديد، واتخذ الناس لهم أرباباً من دون الله الأحد.

فكانت الرسالة الخاتمة التي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل وما قبلهما، أن من آيات الرسول الخاتم، أنه يولد يتيماً ويهاجر إلى أرض ذات نخيل وزروع، مع ذكر جميع صفاته الجسدية وذكر العلامة الفارقة التي تميزه عن باقي البشر، وهو ختم النبوة في أعلى الظهر عند التقاء الرقبة، فكانت الحجة الكبرى على رسالته، فاستدل بها يهود المدينة، وأسلم على يديه صلى الله عليه وسلم، كبير يهودهاً، وهو سيدنا عبدالله بن سلام وجزء من قومه، وعدد من أسرته، وخالفه كثيرون منهم، كما أسلم وأتبعه سادات من المسيحيين الذين جاؤوا من خارج المدينة ذكرهم المؤرخون بأسمائهم، بالنسبة إلى البحرين، فكان من نصيبنا رسالة كريمة منه صلى الله عليه و سلم. وللحديث بقية..