RT

راقب أطباء أمريكيون تطور عدوى فيروس كورونا لدى أكثر من 48 ألف مريض وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن انخفاض النشاط البدني ضاعف من احتمالية دخولهم المستشفى ومن خطر وفاتهم بثلاثة أضعاف.

وقالت نتائج هذه الدراسة التي نشرت المجلة البريطانية للطب الرياضي: "أظهرت ملاحظاتنا أن النشاط البدني المنخفض كان أحد أخطر عوامل خطر الإصابة بعدوى "سارس-كوف – 2" ، بما في ذلك بالمقارنة مع التدخين والسمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم. يجب على سلطات الصحة العامة في جميع أنحاء العالم أن تأخذ هذا الأمر في عين الاعتبار في عملها مع السكان، وهو أمر مهم بشكل خاص بالنظر إلى مدى صعوبة الحفاظ على لياقتهم في شروط العزلة".

وحدد الأطباء وعلماء الأحياء على مدار العام الماضي، العديد من عوامل الخطر التي تساهم في تطور أشكال حادة من عدوى فيروس كورونا وتزيد بشكل كبير من خطر الدخول إلى غرف العناية المركزة، وتزيد على وجه الخصوص أمراض القلب والأوعية الدموية من احتمالية وفاة المرضى بأكثر من أربع مرات، ومن المرجح أن ينتهي الأمر بأصحاب الأوزان الزائدة ومرض السكري في أقسام الطوارئ في المستشفيات باحتمالية تزيد ثلاث إلى خمس مرات.

ولفتت مجموعة من الأطباء الأمريكيين برئاسة روبرت سوليس، الباحث في مركز "Kaiser Permanente" الطبي في مدينة فونتانا الأمريكية، إلى أن العديد من هذه المشكلات الصحية تنشأ أو تزداد سوءا مع انخفاض مستويات النشاط البدني. واسترشادا بهذه الفكرة، تتبع العلماء كيف أثر الاستعداد البدني للمرضى على مسار الإصابة بالفيروس التاجي.

وفي المحصلة، حلل الأطباء التاريخ الطبي ودرسوا بشكل شامل الحالة الصحية واللياقة البدنية لدى أكثر من 48 ألف من سكان جنوب كاليفورنيا الذين أصيبوا بفيروس كورونا بين مارس وأكتوبر 2020.

وتبين أن قسما صغيرا فقط منهم، حوالي 9٪، انتهى به المطاف إلى المستشفيات، أو لم يستطع مقاومة المرض، ما سمح للعلماء بتقييم تأثير عوامل الخطر المختلفة على مسار المرض بأكبر قدر ممكن من الدقة.

كما اتضح أن مستوى الاستعداد البدني كان أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بفيروس "سارس – كوف – 2"، وكان سكان كاليفورنيا الذين يعانون من قلة اللياقة البدنية أكثر عرضة بمرتين للدخول إلى المستشفى وحوالي ثلاثة مرات أكثر احتمالا للوفاة مقارنة بعشاق اللياقة البدنية والتمارين الرياضية.

وبالمثل تسببت مستويات النشاط البدني المنخفضة في زيادة احتمالية الدخول إلى العناية المركزة بحوالي 70٪.

كل ذلك وفق فريق البحث، يشير إلى أن النشاط البدني المنخفض هو أحد أكثر عوامل أهمية وخطورة، والتي يجب أن يؤخذ وجودها في الاعتبار في مكافحة الوباء الحالي، وأثناء الوقاية من حالات تفشي فيروس كورونا اللاحقة.