^ تطرق الحديث مع الأصدقاء عن الاضطرابات التي تحدث هنا وهناك بطريقة همجية تسيء إلى سمعة البحرين ومكانتها الاقتصادية وانفتاحها السياسي، في ظل الإصلاح الذي يستهدف كما قال عاهل البلاد إلى ما فيه خير الوطن والمواطن الصالح، حيث استهدف الوطن بدرجة غير مسبوقة وتم استغلال ذلك والاستعداد له إعلامياً من قبل العدو، ونحن في دول مجلس التعاون نتعامل مع مجريات الأحداث على مستوى التصريحات التي تستنكر وتشجب ما قيل عنا بأسلوب دفاعي متواضع لم يتم التحضير له إعلامياً، بينما يتطلب الأمر من دول مجلس التعاون الخليجي التنسيق الإعلامي وإعداد الكوادر الإعلامية المؤهلة والمتحدثين الرسميين الأكفاء على كافة الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والدينية والإعلامية والاجتماعية، فضلاً عن الشفافية، وهذا بالطبع يحتاج إلى ميزانية كبيرة ورؤؤس أموال ينفق فيها بسخاء على المستوى المحلي والعالمي، إذ إن المردود الإعلامي ليس مادياً فيما ينفق إنما معنوياً في نقل الصورة الحقيقية دون تدخل تقني مقابل الصورة المشوهة بالطريقة التقنية، بعد أن استغل أهل الشقاق والنفاق في «الوفاق» اللعب بالنار على حساب حرية التعبير. إذاً ما هي خيوط اللعبة التي تحدث.. هذا هو السؤال؟ إن خيوط هذه اللعبة تحركها أيادٍ خفية يجسدها على المسرح السياسي الطرف الأمريكي والإيراني والطائفي ممثلاً في مجموعة يطلق عليها «الوفاق»، وماهم على وفاق لا مع أنفسهم ولا مع وطنهم ولا مع قيادتهم، إنما تحالف شيطاني مصدره «واشنطن» و»قم»والنجف» وتل أبيب». أما الطرف الأمريكي فإنه يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار ويضفي على المناهضين غطاء يطلق عليه بأنه سياسي ديمقراطي، وماهو عند الغرب بديمقراطي إنما فوضوي بالدرجة الأولى، وإن كان الذي يعني أمريكا فقط الدعوة بكل وقاحة إلى ضبط النفس، فكأن ما يحدث لا يحتاج إلى ضبط النفس، بينما الذي يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء مقابلة المتظاهرين والمعتصمين في المناطق الحيوية والاقتصادية العامة بالرصاص الحي والركل والتعامل غير الإنساني، لأن الأمن عندهم لا يمكن التفريط فيه على حساب المشاغبين، وكذلك الحال في بعض دول أوربا تجاه ما يحدث لديهم، وكل ذلك يقابل بمثل ذلك وأشد نكالاً. أما الطرف الإيراني فإنه يستغل الطائفيين ويدعو إلى قيام دولة الفقيه المخالف لتعاليم الإسلام، وأما التأثير غير المباشر فهو إسرائيل، لأنها تضغط بكل قوة على أمريكا وبعض دول أوروبا، وتستغل عداء إيران للسنة وأحلامها بإقامة دولة الفقيه، وإن كان ذلك غير مقبول ومعقول نهائياً عند المعتدلين غير القادرين على التعبير عن رأيهم من الشيعة المعتدلة، إما التأثير المباشر للأزمة المفتعلة فهو إسرائيل، فقد تمثل بإرسال صحافيين يحملون جنسيات غير إسرائيلية تم اكتشافهم ليدربوا الخارجين عن القانون ومستغلين حرية التعبير في التدريب على التدمير وزعزعة الأمن، أما الطرف الثالث فهم الوفاق، أهل الشقاق ومساؤى الأخلاق، وأن ما يحدث فعلاً من زعزعة للأمن وضرب للاقتصاد وترويع الآمنين والاعتداء على المقيمين، فكلها من مساؤى الأخلاق من أتباع الوفاق المستفيدين بسخاء منقطع النظير من الأموال المدفوعة من السفارة الإيرانية وبعض السفارات الأجنبية. أما الطرف الذي يحرك الأمور عن بعد وله اليد الطولى والمستقوي باللوبي الصهيوني في أمريكا وبعض الدول الغربية وأتباع الغرب في الشرق للأسف الشديد، فقد تناسوا أن ما يحاك للبحرين يحاك لهم، حيث إنهم أشبه «بابن العلقمي» الذي أدخل التتار بغداد من أجل إقامة دولة العلويين بعد أن مهد السبيل لهم بقتل الخليفة العباسي وتم تدمير بغداد عن بكرة أبيها، وكانت الجائزة الكبرى «لابن العلقمي» هي القتل على يد التتار الذين أدخلهم ليدمروا علية أحلام الدولة العلوية؛ بعد هذا نقول للأخوة في الشرق العربي إن مناصرتكم غير المعلنة للإيرانيين والدول المعروفة والمعلومة سلفاً، فالمثل يقول (ماحل بأم زيد حل بأم عمر) لا سمح الله تعالى، فتنبهوا فإنكم معنيون ومستهدفون، والبحرين ليست الحلقة الضعيفة؛ بل الضعيف من يتذوق السم اللطيف واللعب بالنار يحرق من يلاعبها، وكما تدين تدان والأيام دول.. أما البحرين فقد أخذت حذرها واستعد قائدها حفظه الله ورعاه والشعب الواعي ذو الحس الوطني المخلص، فقد تعلمنا مما مر بنا كما قال الإمام أبي حذيفة (إننا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا نزل عرفنا الدخول فيه والخروج منه) وأنتم لم تجربوا بعد هذه النوازل، ولابد مما لا ليس منه بد، الاستعانة بتجربة البحرين التي سوف تكون حكمتها أغلى من (الذهب). وأقول عوداً على بدء؛ الطرف الأول للخيط الأول هي أمريكا في تحريك الذين لهم الرغبة الصادقة في تدمير البلاد، لكنها أيها القارئ ليست ببغداد ولا سوريا وغيرها الذي أصابها الربيع وأعقبه الخريف قبل أن يفرح الناس فأحرق الورق والشجر، ولم يدع ولم يذر، وإذا كان العقلاء في أمريكا أصحاب المصالح يدركون جيداً أن مصلحتهم هي مع البحرين حكومة وشعباً فإن في كلمة (ضبط النفس) لا تخدم مصالحهم لاحقاً، فهم آخر من يطبق ضبط النفس عندما يتعاملون، كما ذكرت مع شعبهم بالحديد والنار والرصاص الحي.. أما الطرف الثاني فهي إيران الفارسية؛ التي لم يغير الإسلام عقيدتها وعاداتها الإباحية المستقاة والمستوحاة من (المناوية)، وما أدراك ما المناوية؟! تأثر بها امرؤ القيس، فجاءت معلقته في زوجة أبيه على مذهب الفرس والمناوية في الإباحة، اقرؤوا التاريخ حتى تعلموا أكثر وأكثر عن الشاعر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم (في يمينه لواء الشعر وهو قائدهم إلى النار) عندما سمع بمعلقة امرئ ألقيس، ومن هنا تحلم الوفاق بحلم «ابن العلقمي» وما هم عنه ببعيد لأن الأيام فيها من الدروس والعبر لمن اعتبر. أما الطرف الثالث والمستفيد الأكبر فهي إسرائيل؛ لأن مصلحه إسرائيل إضعاف المسلمين والانقضاض عليهم وتعميق العداء بينهم وقتل بعضهم ببعض، ومن هنا تحرك خيوط اللعبة عندنا وفي دول مجلس التعاون مستفيدة من أمريكا والمتطرفين من الشيعة لضرب السنة، ومستفيدة من عداء إيران للإسلام والمسلمين السنة الذين تصفهم وتفرق بينهم بكلمة (سني وشيعي)، فهذه يا من تسأل من يحرك اللعبة الشريرة في البحرين، وهذه النظرية تم تطبيقها بنجاح من قبل إسرائيل وأعوانها على حماس ومنظمة فتح، فأصبح يقتل بعضهم بعضاً بدم بارد، وهذا يوفر على إسرائيل الجهد في مقاتلتهم، والدم لا يمكن أن يتحول بين فتح وحماس إلى ماء، وتترك إسرائيل لنفسها المهام الكبيرة لتدمير الفريقين بالطائرات والمدفعية الثقيلة والأسلحة المحرمة، مما جعل حماس بعد أن تفرق عنها العرب تلجأ إلى إيران وتفعل ما تؤمر، وكلما وجدت إيران بينهم اتفاقاً سارعت إلى الخلاف والشقاق وفعل مالا يطاق، فأي انقياد بعد هذا الانقياد. إذاً محصلة الأمر أن ما يحدث عندنا بالضبط تحرك خيوطه إسرائيل من ثلاثة محاور؛ أمريكا وأتباعها وإيران ومجوسيتها وأهل الشقاق والنفاق ومن لف لفهم من أتباعها، والبقية لمن لم يقرأ التاريخ عليه الرجوع إلى تاريخ بغداد، والعاقل من عقل والجاهل من جهل. وأخيراً اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم.. وأحفظ اللهم البحرين من الفتن والمحن ماظهر منها وما بطن.