يواصل مهرجان التراث السنوي الثالث والعشرون تحت شعار "تراثنا ثراؤنا" المقام في القرية التراثية بجانب قلعة عراد يومياً ما بين الساعة 4:00 و 9:00 مساءً، فعالياته ويستعيد ضمن أنشطته المتنوعة، الحرف اليدوية والصناعات التقليدية البحرينية، التي شكلت فيما مضى جزءًا من الحياة الاقتصادية والاجتماعيّة البحرينية، وتشكّل إلى الآن عامل جذب للجمهور البحريني، ومحط اهتمام السائح الأجنبي، للتعرف على تاريخ وإرث مملكة البحرين.
ويستعرض ضمن فضاءات العرض المخصصة، مجموعة حرف من بينها صناعة السلال التي يستخدم صانعوها سعف النخيل لصنع العديد من الأغراض المنزلية التي تستخدم في البيوت البحرينية، مثل حصيرة السفرة، سلال التخزين، الصحون الصغيرة، المراوح اليدوية وحتى قن الدجاج، وصناعة النسيج التي تعدّ فنًا أصيلًا في البحرين تتوارثه الأجيال أبا عن جد، وهو لا يزال يمارس في مناطق بني جمرة ، الجسرة وغيرها، ويستعرض المهرجان أيضًا صناعة السفن باعتبارها صناعة أصيلة ومتغلغلة في الهوية البحرينية، وقد طوّر الحرفيون البحرينيون على مرّ القرون العديد من أنواع القوارب حسب وظيفة كل منها، من صيد السمك إلى الغوص وصيد اللآلئ ونقل الأمتعة والناس.
صناعة الفخار كذلك، واحدة من الصناعات التي يستعرضها المهرجان، والتي اشتهرت بها مملكة البحرين منذ القدم، و الأبحاث الأثرية على انتشارها منذ آلاف السنين، وذلك لتوافر المواد الصالحة لهذه الصناعة محلياً. ويمثل تنوّع منتجات الفخار المعروضة نموذجاً للتطور الذي بلغه الحرفي البحريني الذي تشرّب الصنعة من أجداده.
الصناديق المبيته التي خصص لها فضاء عرض في المهرجان لا تزال حاضرة كعنصر زخرفي في العديد من البيوت، وهي لا تزال تستخدم لتخزين وحفظ الملابس والأشياء الشخصية. تميزها المسامير المدقوقة فيها لصنع زخارف معينة، وهي عادة ما تصنع من الخشب الطبيعي وتقدم كجزء من جهاز العروس. وقد تم إعادة تأهيل تصميمات هذه الصناديق وتقديمها بطريقة عصرية وبألوان مختلفة.
وتعد صناعة الكورار التي تتم عبر تطريز أشرطة ذهبية وفضية رائعة الجمال من الزري والبريسم المصنوع يدوياً والتي تستخدم لتزيين الألبسة، من الصناعات اليدوية المميزة والدقيقة التي تحظى بمساحة عرض والتي تتطلب القيام عليها مجموعة من النسوة، ويعتمد عرض نسج الكورار على عدد النسوة اللواتي يقمن بعمله، حيث تقوم إحداهن وهي المشرفة ) القطابة( بجمع خيوط الزري وتقوم الأخريات ) الدواخل( بمساعدتها وتنسيقها باليد مباشرة على الملابس. ويعتبر ثوب الكورار من الأزياء الشعبية ذات الاستخدام الواسع، إلا أن طراز البريسم يستخدم حصريا فًي ملابس الرجال.
من بين الصناعات الخاصة والمميزة التي يقدمها المهرجان، صناعة أوراق النخيل، باعتبار النخيل مرتبطًا بالهوية البحرينية ارتباطا وثيقًا، وفي مبادرة لإعادة تأويل استخدام سعف النخيل، تقدم جمعية رعاية الطفل والأمومة ورشة ورق شجر النخيل لصنع مختلف أنواع الورق والبطاقات والدفاتر والرسومات.
كل هذا إضافة إلى عروض أخرى من بينها عروض الخط العربي، وعروض صناعة الآلات الموسيقيّة التقليديّة، صناعة النقدة، صناعة القرقور، واستعراض لمهنة الحواجة الشهيرة التي سادت في الماضي لفترة طويلة من الزمن، وكانت توازي الصيدلة بمفهومها الحديث
وبرفقة هذه العروض والفعاليات المصاحبة فإن المهرجان يوفر منطقة "الحوش"، والتي تعد مساحة هادئة للتجمّع حيث يقع بالقرب منها أكشاك المأكولات الشعبية، وتحيط بها أنواع مختلفة من أشجار الفواكه البحرينية الأصيلة، لتوفر لزوار القرية بذلك أجواء دافئة وعائلية أشبه ما تكون بدفء البيت. ومن الجدير ذكره أن أشجار الفاكهة الحاضرة في المهرجان ستكون حاضرة أيضاً في جناح البحرين المشارك في إكسبو ميلانو 2015 ،والذي تتمحور فكرته حول هذا التراث الغني.
مهرجان التراث السنوي الثالث والعشرون، فتح أبوابه يوم 22 أبريل الجاري، بحضور سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان الخيري، الذي افتتح المهرجان نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.