- أحوج ما يحتاجه المسلم في حياته وآخرته «العفو والعافية» فبدونها لا يستطيع أن يعيش «بسعادة» ويؤدي العبادات ويسعى في عمل الخير، وينجو بعمله يوم القيامة. عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله. قال: «سل الله العافية». فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله. فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة». وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع هذا الدعاء حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسأل العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».

- شهر رمضان له نكهة خاصة في أيام أعمارنا، وإن كانت أجواء «كورونا» قد فرضت علينا الالتزام بأسلوب خاص في التعامل مع مقتضيات الحياة وأسلوب حياتنا اليومي، إلا أنه في المقابل يجب أن نتخلص من كل القيود ونفرغ أنفسنا للطاعة والعبادة في كل الأحوال، فالأيام تمضي سريعاً والضيف الكريم لا يزورنا في العام إلا مرة واحدة. تبقى ذكريات رمضان ذكريات عزيزة على النفس بلقاءات الأهل والأصحاب واللقاءات الجميلة بعد «صلاة التراويح» في المساجد مع شرب الشاي مع رواد المسجد. نسأل الله تعالى أن يرفع عنا هذه الغمة وأن تعود أيام حياتنا إلى سابق عهدها.

- في بعض الأحيان تسعى إلى تحقيق «المثالية النسبية» في بعض الجوانب العملية في حياتك لحرصك على أن يكون عملك متقناً ومرضياً ابتغاء لوجه الله تعالى. وهذا هو الأساس في التعامل مع جوانب الحياة، ولكن في بعض الأحيان تصطدم ببعض العراقيل التي تجعلك تتراجع قليلاً عن الزيادة في «التشديد» على نفسك وتقديم جوانب هي في الأساس لا تؤثر على «جودة أسلوب عملك» ولكنها مجرد زيادات قد ترهق نفسك بها. في المقابل لا تقابل بالاهتمام المطلوب من أصحاب الشأن. حينها لا بد أن تتراجع وتحافظ على «قيمة أسلوبك» تقدمه كما اعتدت، ولا ترهق نفسك في التشديد والزيادات التي قد تأخذ من وقتك الكثير على حساب أشياء أخرى.

- البعض اعتاد أن تكون أغلب رسائله «الحياتية» في معاملاته اليومية «سلبية» فينقل لك كل الأخبار السلبية ويهتم بإبرازها في عناوين رسائله التي لا تنتهي. وهمه الالتفات إلى غيره وانتقاد أسلوب حياتهم. يكفيك أن تعيش لتحرر ذاتك من «سلبية» النظرات الحياتية، وتلتفت لنفسك أولاً وترتقي بها في مقامات الحياة، وتجود من حياتك بدلاً من الانتقاد الجارح للآخرين ومتابعتهم، وصياغة الرسائل السلبية التي تجعل الآخرين يغلقون صفحتك في حياتهم إلى الأبد.

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» متفق عليه. مثل هذه الأحاديث تربي النفس بأن لا تغفل عن وصال الأهل وبخاصة في أجواء كورونا التي ابتعدت الأجساد عن اللقاء. فالغفلة عن هذه الأمور قد تتسبب في إفساد الأجور، وبخاصة صلة الأرحام. هي مجرد «ضغطة زر» أو رسالة مكتوبة أو شفوية مسجلة للسؤال والتواصل وفاءً بالأهل الذين هم «عزوة المسلم» في هذه الحياة. اللهم اجعلنا من الواصلين للأرحام واحفظهم لنا وألبسهم لباس الصحة والعافية وأطل أعمارهم في طاعتك.

* ومضة أمل:

يكفيك شرفاً وفخراً أن المولى الكريم مطلع على عملك وستجد الأجور المضاعفة يوم القيامة.