مرحباً يا خير الشهور، يا من نعيش فيه أجمل الليالي، يا من يغسل أرواحنا وينقي قلوبنا من وعثاء السفر عبر الشهور.

يطل علينا رمضان هذا العام بحلة افتقدناها في رمضان العام الماضي، حيث حُرمنا من المساجد والتهجد وتحولت البيوت مساجد وأصبح لكل عائلة محرابها الخاص في بيتها.

يأتي ضيفنا هذا العام في وسط الأجواء الجميلة جالباً مع سحب الخير من الأمطار الخفيفة ومعه فُتحت المساجد وصدعت المآذن بأصوات القراء وتفرقت الصفوف ولكنها متصلة بالقلوب، اشتراطات صحية وتباعد ولكننا في حضرة الرحمن مجتمعين تحفنا الملائكة وتغشانا الرحمة.

يهذب رمضان النفوس ولكنه يسبب خللاً كبيراً في نظام النوم والحياة لدى الشعوب الخليجية بشكل خاص بسبب العادات الرمضانية الاجتماعية، وبسبب مواقيت الصيف التي تكون متعبة نوعاً خلال الصيام، ولذلك تقوم العديد من الدول بتقليص الدوام وتأخيره نوعاً ما ليستطيع الموظف الإنجاز بشكل أكبر بعد نيله قسطاً من الراحة نتيجة لنومه بعد الفجر كما هي عادة الكثيرين، ولكن لدينا في البحرين لا يتغير وضع الدوام الا بإنقاص ساعة واحدة فقط ليبقى الدوام طويلاً كما كان.

ولو قارنا عدداً من دول العالم العربي فسنجد أن معظمها يقلل العمل بمعدل ساعتين إلى ثلاث ما يعطي الموظف وقتاً كافياً للراحة، ليعمل بجهد أكبر لحصوله على قسط نوم كافٍ؛ وذلك لأنه مع التعب والصوم وقلة النوم فإن الموظف لا يمكنه أن يعمل بكفاءة كاملة أكثر من ساعتين أو ثلاث!

مع عودة الحياة إلى المساجد وإقامة صلاة التراويح وضع فريق البحرين اشتراطات صحية لمن يستطيع الحضور إلى المساجد، ووجه الأئمة بتفعيل اللجان الاجتماعية للتأكد من دخول الملتزمين بهذه التعليمات، إلا أن البعض يصر على العشوائية وعدم الالتزام بالنظام وعدم الاكتراث له ناسياً أن دوره مهم جداً في محاربة العالم لهذه الجائحة، وهذا ما أدى إلى إغلاق عدد من المساجد التي لم تلتزم بالاشتراطات، سواء كانت من قبل القائمين على المسجد أو من قبل المصلين، فإن لم تكن مستوفياً الشروط فيمكنك الصلاة خارج الأسوار دون أن تعرض نفسك ومن حولك للخطر ولا تؤدي إلى حرمان بقية المصلين من صلاتهم في حال أغلق المسجد لتهاونك.