^  استكمالاً لموضوع إطالة اليوم المدرسي، ينبغي التأكيد على أن الأطفال بحاجة لمزيدٍ من الوقت كي يتعلّموا اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، وهي المواد الأساسيّة التي لا يستطيعون بدونها إكمال تعليمهم في الجامعة، ناهيك عن تلبية متطلبات حياتهم اليومية العادية. ويعتقد البروفيسور إيان هاسلم، عميد كليّة المعلِّمين بجامعة البحرين، أن الوقت المتاح للطالب داخل المدرسة وخارجها يعتبر عاملاً حاسماً في أدائه، وكذلك في فاعليّة التدريس، فإذا ما انخفض مستوى حماس الطالب للمنهج الدراسي، ولم يستفد من وقته، فإن مقدار التعلّم سيصبح ضئيلاً أيضاً، وسيضيع معظم وقت المعلِّم المخصّص للتدريس، لذلك يتوجب على المعلّم أن يقتنص خيال الطلبة تجاه المادة الدراسية بحيث يندفعوا من تلقاء أنفسهم للتعلّم، ويصبحون “مستهلكين مستقِّلين”، للمعلومات في العصر الراهن، فإذا كان الطفل مثلاً يعشق كرة القدم، فإنه سيجد الوقت الكافي لتعلّم هذه اللعبة، حتى لو لم يجد التشجيع والدعم المناسب من قبل معلِّمه! ولهذا السبب، فإن المدارس ذات الأداء المرتفع في المجتمعات المتقدمة تمتلك برامج للطفولة المبكرة على درجةٍ عاليةٍ من التخطيط والتنظيم، وتمتّد هذه البرامج مدة ثلاث سنوات قبل التحاق الطفل بالصف الأول الابتدائي، وهي العملية التي تتم بالنسبة له في سن الخامسة، غير أن الوضع في مملكة البحرين مختلف، باعتبار أن رياض الأطفال هنا تتبع القطاع الخاص. في عام 2010 / 2011م بلغ صافي عدد أيام التدريس في البحرين (121) يوماً، بعد اقتطاع أيام الامتحانات والعطل والإجازات، وكان يفترض أن تكون (188) يوماً؛ كما إن المتوسط العالمي لعدد الساعات المخصّصة لتعلّم الطفل في سن السابعة والثامنة يعادل (749) ساعة، في حين أن هذا الرقم لم يتجاوز محلياً في العام الماضي أكثر من (635) ساعة تدريسية! أضف إلى ذلك أن اليوم المدرسي هنا يعادل (6) ساعات بينما يصل إلى (8) ساعات في النظم التعليمية المتطوِّرة، والتي لا يتم فيها تخصيص أيام للامتحانات، بينما يحصل الطلبة البحرينيون على (45) يوماً للاستعداد للاختبارات؛ ولذلك تنبع الحــــاجـــــة الماسّــــة لإعطـــــاء الطــــالــــب البحــــريني وقتــــاً مكــــافئـــــاً للـــــوقت الذي يقضيه أقرانه في الدول الأخرى في التعلّم والتحصيل ضماناً لجودة التعليم!