^ الأزمات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط لا تنتهي تماماً منذ ديسمبر 2010 وحتى الآن، تارة بين مجموعة من الدول العربية كما هو الحال في البداية تجاه الأزمة الليبية التي انتهت بإسقاط النظام بتدخل عسكري غربي، وتارة أخرى بين دولة عربية وأخرى نتيجة خلاف سياسي. هذه الخلافات والأزمات المتتالية قد لا يكون للسياسة الخارجية البحرينية تأثير واضح فيها أو علاقة مباشرة، ولكنها تتأثر بشكل من الأشكال. وقد يكون من المناسب طرح نموذج الأزمة السعودية - المصرية الراهنة بسبب أحد المحامين، والتي تطورت سريعاً ووصلت إلى حد إغلاق البعثات الدبلوماسية السعودية في الأراضي المصرية من سفارة وقنصليات عدة. لسنا بصدد تقييم أسباب هذه الأزمة تحديداً، أو إبداء موقف تجاهها، أو طرح حلول لمعالجتها، فالدولتان لديهما القدرة والرغبة والإرادة في معالجة أي سوء تفاهم يمكن أن يطرأ على العلاقات الثنائية. ولكن يهمنا هنا أن نفهم ماذا يعني أن تواجه الرياض مثل هذه الأزمة؟ الرياض بالنسبة للبحرين أهم الدول الداعمة للنظام السياسي البحريني في المنطقة، فالدولة الداعمة ليست دول مجلس التعاون مجتمعة، أو الولايات المتحدة أو حتى المملكة المتحدة رغم عمق العلاقات بين المنامة وهذه الأطراف. ولكن الرياض تمثل الداعم الأول للحكم في البحرين، ولا ينبغي تجاهل ما يمكن أن تواجهه من تحديات أو أزمات داخلية وخارجية، لأن لها تأثيراً مباشراً على الأوضاع الداخلية والعلاقات الخارجية للبحرين. في محاولات التغيير السياسي سواءً كان راديكالياً أم غير ذلك، من المهم استهداف الدولة الداعمة، حتى يتم تحقيق ثلاثة أهداف من وراء ذلك: - الهدف الأول: قطع علاقة الدعم بين الدولة الداعمة والدولة المدعومة، أي قطع الدعم السعودي عن البحرين. - الهدف الثاني: تحييد علاقة الدعم بين الدولة الداعمة والدولة المدعومة، أي تحييد الدعم السعودي عن البحرين، بمعنى أنه لا يستمر الدعم تجاه النظام الحاكم أو تجاه جماعات المعارضة الراديكالية. - الهدف الثالث: تحويل علاقة الدعم من الدولة الداعمة تجاه النظام الحاكم إلى الجماعات المطالبة بالتغيير السياسي. في هذا الهدف فإن الدعم سينتقل من كونه دعماً سعودياً للنظام الحاكم في البحرين إلى دعم سعودي للجماعات الراديكالية. حتى يتم تحقيق مثل هذه الأهداف الثلاثة فإنه يمكن استهداف المصالح السعودية على مستويين أحدهما داخلي وآخر خارجي، ويبدو من مظاهر الأزمة القائمة بين الرياض والقاهرة أن هناك من يهمه استهداف هذه المصالح عندما تم الاعتداء على البعثة الدبلوماسية السعودية في العاصمة المصرية. في ضوء ذلك فإن المساس بالمصالح السعودية في الداخل والخارج يجب أن يكون مرفوضاً من كافة الأطراف في البحرين، لأنه متى ما تم ذلك فإن الرياض يمكن أن تتبدل أولوياتها، ومن الممكن أن يؤثر ذلك في سياق دعمها للنظام الحاكم في البحرين رغم تعقيد ترابط المصالح بين الرياض والمنامة.