قناة الحرة


يعتقد المحلل تسفي برئيل في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن مشروع قناة إسطنبول المدعوم من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يثير قلق روسيا بشأن المسار الجديد الذي سيوفره للسفن الحربية الغربية خلال الصراعات.

ويعد شق قناة إسطنبول أحد أبرز مشاريع إردوغان التي يصفها بأنها "مشاريع جنونية" لإحداث تحول على صعيد البنى التحتية من مطارات وجسور وطرق وأنفاق خلال عهده المستمر منذ 18 عاما.

ويقول برئيل إن روسيا والدول المطلة على البحر الأسود تشعر بالقلق لأن مشروع القناة سيمنح تركيا السلطة الوحيدة للتحكم في حركة المرور عبر المياه، بالإضافة إلى السماح بمرور السفن الحربية من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى البحر الأسود.


المشروع الذي دعا إليه إردوغان لسنوات، سيربط البحر الأسود في شمال إسطنبول ببحر مرمرة في الجنوب، وتقدر تكلفته بـ 9.2 مليار دولار.

والشهر الماضي صادقت تركيا على مشاريع لتطوير قناة للشحن البحري في إسطنبول أسوة بمشاريع قنوات بنما والسويس، مما أدى إلى جدل حول اتفاقية "مونترو" الموقعة عام 1936 التي تضمن المرور الحر عبر مضيق البوسفور والدردنيل للسفن المدنية في أوقات السلم والحرب.

ويعتبر مسؤولون أتراك أن القناة الجديدة تكتسي أهمية حيوية لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور في إسطنبول، الذي يعد ممرا أساسيا للتجارة العالمية عبرته العام الماضي أكثر من 38 ألف سفينة.

أصدر القضاء التركي، الاثنين، مذكرات توقيف في حق عشرة أدميرالات متقاعدين بسبب رسالة مفتوحة وقعها مئات من الضباط السابقين تنتقد مشروع قناة إسطنبول المدعوم من الرئيس رجب طيب إردوغان.

وبحسب برئيل، فإن المشروع يبدو أنه بشرى سارة للولايات المتحدة، حيث ستكون قادرة على إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود إذا اندلعت الحرب مع روسيا.

وأضاف "واشنطن ستضطر بلا شك إلى تقديم تنازلات كبيرة لتركيا، مثل التخلي عن حملتها ضد استحواذ تركيا على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400".

ووفقا لبرئيل، فإن إردوغان يستخدم مشروعه للإشارة إلى "طموحه في تحويل تركيا إلى قوة إقليمية تجعل كلا من روسيا والولايات المتحدة يعتمدان عليها".

وتأتي خطط هذا المشروع في وقت تعاني فيه تركيا واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية، وتواجه موجة رابعة من فيروس كورونا، يبلغ متوسطها أكثر من 56 ألف حالة جديدة في اليوم.

وبرى برئيل أن إردوغان يكافح في الداخل نقص لقاح كوفيد، وإخفاقات في توزيعه، وسط ارتفاع معدلات الإصابة، حيث تعهدت أنقرة بإرسال 150 ألف جرعة من اللقاح إلى ليبيا التي مزقتها الحرب.

ويعتقد برئيل أنه "من المفترض أن تختفي كل هذه المشاكل بطريقة سحرية في مياه قناة إسطنبول".