ليس بكشف للمستور ولا كتابة بغرض الفصوح وإنما أدوّن من قلب منكسر مجروح على بلد بالعز اسمه دوماً مقرون وبالحضيض زعماؤه للأسف خلوه.

في يومنا ما عاد «السر مكتوم»، وما يدور في لبنانِيَ الحبيب حتماً «معروف» وغير مقبول والأمور تجري «بمسار المجهول» والسبب بوضوح يعود إلى سُلطة غير واضحة الوجوه ولكن جليّ على الكثيرين أن زمام أمورها بات «فتوش».

«طبق السَلَطة» اليوم أصبح حلم الشعب اللبناني «المقهور»، فالخس والطماطم والخيار والنعناع والبقدونس والبصل والليمون هذه المكونات أصبحت توازي نصف راتب شهري، ولا ننسى زيت الزيتون شراؤه يعادل النصف الآخر من راتب موظف.

طبعاً نتحدث عن إنسان خارج المنظومة السلطوية، لأن أصحاب السلطة وأبناءهم وحاشيتهم وعشيرتهم مع داء المطبلين والمزمرين وأذنابهم يعيشون في نعيم، بينما الشعب التعيس عليه أن ينظر ويتحسر، يموت ويترحم ليجد نفسه أنه، «يأكل المر.. ويتحلى بالعلقم».

سنة ونصف على انتفاضة الشعب والوضع من سيء إلى أسوأ. هجرة أدمغة، ارتفاع سعر صرف الدولار، انفجار مرفأ بيروت وقتل وتدمير وتشريد وتهجير وجرح الآلاف.. انتشار كورونا والناس باتت تموت على أرصفة المستشفيات.. ومستشفيات من غير طواقم طبية أو معدات.. مدارس عن بُعد شغالة.. وتلاميذ من دون إنترنت أو كهرباء.. انقطاع الأدوية من الصيدليات.. وتوقيف الدعم الحكومي عن الخبز والمحروقات.. ودعم الدول الشقيقة والصديقة يوزع بين أصحاب سُلطة فاسدة منتهية الصلاحية تورد سموماً لا أكثر وعشوائية لا تُحصى تسمح لتدخلات خارجية هادمة أن تقود البلاد إلى الهاوية والقائمة المُرّة تطول إلى غير حدود.

وما يحدث في لبنان هو الذي يحدث للأسف في سوريا والعراق واليمن والعامل المشترك بين هذه الدول تدخل الدولة الصفوية التي لا تدخل بلداً إلا ودمرته.

نصيحة على بالي لكل متذمر ملول..«لنحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي نعيش بهما في البحرين في ظل قيادة تراعي مصالح شعبها وتهتم به وتوفر له العيش الكريم والرعاية الصحية وقد برز ذلك جلياً منذ تفشي فيروس كورونا والإجراءات المتميزة التي اتخذت للتصدي له».

وبالختام أذكر نفسي وأذكركم «بلد لا تحميه، لا تحبه، لا تحترمه، لا تقدره، لا تُثمنه، فإنك حقيقة وبكل بساطة لا تستحق العيش فيه».