^   لم أستغرب مبادرة أصدقاء فقيد الرياضة البحرينية المرحوم أحمد جاسم التي يسعون من خلالها لإقامة أمسية وفاء تأبينية للفقيد الراحل فهذا هو ديدن حكام كرة القدم البحرينية المخضرمين الذين امتازوا بالترابط والتواصل الاجتماعي مما جعلهم كالجسد الواحد يشد كل منهم من أزر الآخر. هذا الترابط والتواصل مايزال قائماً بين البقية الباقية من هذا الجيل المخضرم وهو ما انعكس بشكل إيجابي حتى على العلاقات العائلية لهؤلاء الحكام وهو ما تجلى بوضوح خلال تشييع وعزاء الفقيد أحمد جاسم يرحمه الله. وجاءت مبادرات الحكام إبراهيم الدوي وجاسم مندي ويوسف شريف لتنظيم أمسية الوفاء تأكيداً على هذه الرابطة المتينة والتي كانت امتداداً للروابط القوية والصادقة بين أفراد الأسرة الرياضية البحرينية في الماضي القريب على عكس ما هو عليه وضعنا الحالي الذي تحول إلى صراعات شخصية ومادية أفسدت الكثير من القيم والمبادئ وحولت الرياضة من ميدان للتقارب والتآلف إلى ساحة للعراك والخلاف والغيبة والنميمة والعياذ بالله! لقد شعرت وأنا أجلس إلى جوار تلك النخبة من حكامنا المخضرمين على طاولة الاجتماع الأول للجنة تنظيم أمسية الوفاء لأبي مروان بأنني أجلس إلى جوار إخوة وأصدقاء مخلصين جعلوني أستعيد ذكريات ذلك الزمن الجميل في رياضتنا البحرينية عندما كان يلتقي الرياضيون من كل أنحاء البحرين لقاءات المحبة والتآلف متناسين ما يدور بينهم من تنافس شرس داخل الملعب وهو أمر شبه مفقود في هذه الأيام! مثل هذه المناسبات الإنسانية يجب أن نتخذها دروساً مستفادة لأننا ونحن نعيش زمن الماديات وسباق التقنيات نحتاج أيضاً أن نتمسك بمبادئنا وقيمنا التي من شأنها أن تعزز تلاحمنا وتوطد من علاقاتنا الاجتماعية فنصبح أكثر مثالية في تعاملاتنا الحياتية بما في ذلك تعاملنا الرياضي. أرجو أن لا يتخذ هذا الرأي على أنه رأي تنظيري لا علاقة له بالواقع الذي نعيشه بل على العكس من ذلك هو رأي نابع من معايشة حقيقية للواقع وعليكم متابعة ما يكتب في الملاحق الرياضية يومياً وما تحمله البرامج الرياضية الإذاعية والتلفزيونية من احتقان سببه الرئيس ووزن القضايا الرياضية بموازين الشخصنة لا بموازين الموضوعية! ولذلك نجد أن أغلب القضايا المطروحة للنقاش في وسائل إعلامنا الرياضي المختلفة تنتهي كما بدأت بسبب تغليب الذات الشخصية على المصلحة العامة! لا أجد في ختام هذا العمود إلا أن أرفع القبعة لأصدقاء المرحوم أحمد جاسم على وقفتهم الوفية ومبادرتهم الصادقة وأقول لهم جزاكم الله خيراً وجعل كل مساعيكم الخيرة في ميزان حسناتكم. \ [email protected]