يهدد السرطان حياة من يصاب به، لكن المشكلة تكون مزدوجة عندما تصاب به امرأة لأن العلاج الكيميائي يقلل من خصوبة المرأة وبالتالي من فرصها في الإنجاب.
وانصب اهتمام الأطباء في البداية على التوصل لطرق لعلاج الأورام السرطانية ولكن خلال العقود الثلاثة الأخيرة وبعد التقدم في علاج السرطانات، بدأت الأبحاث تتجه لزيادة فرص المريضات الشابات في الإنجاب بعد العلاج.
ومن ضمن الطرق التي تساعد مريضات السرطان على الإنجاب، فكرة تجميد البويضات والتي تم تطويرها بطريقة مناسبة لمريضات السرطان وصارت طريقة مستخدمة من قبل العديد من النساء حتى من غير المريضات ممن يرغبن في تأجيل الإنجاب لما بعد تثبيت وضعهن المهني، كما توضح الطبيبة مارين جوكينيان من جامعة دريسدن، والمشاركة في شبكة “فيرتي بروتيكت” والتي تهدف لزيادة فرص مريضات السرطان في الإنجاب، وفقاً لما ذكرته وكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وتقدم المستشفيات المشتركة في شبكة “فيرتي بروتيكت” لمريضات السرطان، كافة الإجراءات المتاحة لتمكينهن من الإنجاب بعد الشفاء، كما توضح جوكينيان في تصريحات لصحيفة “دي فيلت” الألمانية.
وتكمن أهمية هذه الشبكة في التنسيق بين أطباء السرطانات وأطباء الخصوبة وأمراض النساء، إذ أن الكثير من الأطباء المتخصصين في علاج الأورام ليسوا على دراية كاملة بعمليات تجميد البويضات وغيرها من الإجراءات الممكنة لحماية خصوبة المرأة.
وعادة ما يؤدي العلاج الإشعاعي الذي يهدف لمنع تكاثر الخلايا السرطانية، لإتلاف خلايا أخرى من بينها الخلايا الجنسية والبويضات ويؤثر أيضاً على الحيوانات المنوية للرجل.
ولا تقتصر الخطورة على السرطانات التي تتعرض فيها منطقة البطن للإشعاع، بل إن تعرض الدماغ للإشعاع يؤدي لنفس النتيجة إذ يؤثر على إنتاج الهورمونات، وفي الوقت الذي يمكن فيه للرجل تجميد الحيوانات المنوية بطريقة علمية غير معقدة نسبياً، حيث يواجه الأطباء تحديات أكبر لدى المرأة إذ يحتاج الأمر لتجميد عشرات البويضات من المرأة وهي مسألة منافية لطبيعة المرأة، لذا يتطلب الأمر الحقن بهورمونات لتحفيز إنتاج البويضات.
وتتمثل المشكلة الأخرى التي تواجه الأطباء، في أن بعض أنواع السرطانات تتدهور عند الحقن الهورموني.
ودفعت كل هذه العقبات الأطباء لتطوير وسائل جديدة أحدثها يتمثل في أخذ أنسجة من المبيضين وتجميدها ثم إعادتها مرة أخرى، لكن هذه الطريقة مازالت في مرحلة التطوير في ألمانيا، وتساعد هذه الطريقة النساء اللاتي يتعرضن لتلف في المبيض، إذ أن المبيض التالف ينمو من جديد في حالات عديدة بعد وضع الخلايا المجمدة.
ويضع الأطباء آمالاً كبيرة على هذه الطريقة ويحاولون تطوير الفكرة التي مازالت مكلفة للغاية، ليصير بوسعهم في المستقبل جعل أنسجة المبيض تنمو خارج الجسم ويتم إنتاج البويضات أيضاً خارج الجسم.