وبما أن القمح «الحب» هو الذي يستعمل لتحضير الهريس باللحم، فإن البحرين اشتهرت بزراعتهِ، ولزراعتهِ رجال معروفون وخبراء في التربة والزراعة، وموسم زراعتهِ، وأماكن زراعتهِ، والفصل المناسب للزراعة ووقت حصاده، ولو أن إنتاجه محدود، وبالكاد يكفي لسكان البحرين إلا أنه يوفر كمية لا بأس بها للخبز والجريش - الأخير أصبح الوجبة البديلة عوضاً عن الرز «العيش» وخاصة في أثناء الحرب العالمية الثانية التي امتدت من عام 1939 ألى 1945، وقلت السفن التي تجوب المحيطات من شرق آسيا إلى الخليج العربي، مثل القارة الهندية، ورنكون ودول الجوار لهما، مثل ماليزيا وتايلند، ولخطورة الإبحار بين السفن الحربية للدول المتصارعة، حتى إن ذلك أثر على قلة كثير من المواد الغذائية، حتى أكلنا الذرة، وأشهر أكلات الذرة من بعد طبخهِ، بالرحى اليدوية التي لا يخلو منها إلا القليل من المنازل، والبيت الذي ليس فيهِ رحى، تذهب ربة البيت إلى الجارة التي تملك رحى وتطحن الذرة لتحضير وجبة لزوجها وأبنائها، وتسمى تلك السنين سنة البطاقة، وهي بطاقة للتموين التي أصدرتها الحكومة آنذاك، لتقنين وتوزيع المواد الغذائية الرئيسة للمواطنين والمقيمين بأسعار مخفضة، وبذلك قضي على الاحتكار والبيع في السوق السوداء.