تصاعد التوتر السبت بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بعد صدامات جديدة ليل الجمعة في القدس الشرقية، وتظاهرات في الضفة الغربية، وإطلاق صواريخ وقصف في قطاع غزة.

وحذرت وكالة "أسوشيتد برس" في تقرير نشرته، السبت، من انزلاق الأوضاع في القدس، غداة شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً جوياً على قطاع غزة، فيما حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل من أن "القدس خط أحمر"، و"المساس بها لعب بالنار".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، شنّ غارات جوية وقصفاً بالدبابات على مواقع في قطاع غزة، رداً على "رشقات صاروخية أطلقت من القطاع باتجاه مدن جنوب إسرائيل، ليل الجمعة، مشيراً إلى أن "36 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل".



وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة على تويتر إن "مقاتلات حربية أغارت ... على بنى تحتية تحت أرضية، ومنصات إطلاق قذائف صاروخية تابعة لمنظمة حماس في قطاع غزة، وذلك رداً علن إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع نحو إسرائيل".

وأضاف في تغريدة أخرى أن دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي "قصفت موقعاً عسكرياً تابعاً لمنظمة حماس في غزة، رداً على إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع".

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض القبة الحديدية 6 قذائف من الـ 36 التي تم إطلاقها من غزة، بينما سقطت معظم القذائف في مناطق مفتوحة.

"تواصل الاشتباكات"

وفي غضون ذلك، أقدم متطرفون إسرائيليون، فجر السبت، على مهاجمة سيارات وممتلكات عربية في القدس؛ في حين أُصيب شابان بالرصاص الإسرائيلي في مواجهات في مخيم عقبة جبر قرب أريحا فجراً، خلال وقفة تضامنية مع أهالي القدس.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت شاباً إسرائيلياً (24 عاماً)، حاول التسلل إلى باحة المسجد الأقصى، لتنفيذ عملية طعن داخله، متخفياً بهوية فلسطيني، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآريتس".

وشهدت الضفة الغربية وقطاع غزة، الجمعة، تظاهرات ومسيرات احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرّض لها أهالي القدس، بينما أطلق مسلحون صواريخ من غزة صوب إسرائيل.

وفي مدينة بيت لحم أدى المئات صلاة التراويح على المدخل الشمالي للمدينة المؤدي إلى القدس، أمام حاجز عسكري يفصل المدينتين، تضامناً مع أهالي القدس. وتظاهر العشرات بعد الصلاة ورشقوا الجنود بالحجارة، ودارت مواجهات أصيب خلالها العديد من المتظاهرين بالأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع.

وشهد العديد من المدن الأخرى مثل طولكرم وغزة مسيرات شعبية تضامنية مع أهالي القدس.

وتظاهر مئات المواطنين في باحات المسجد الأقصى، عقب صلاة التراويح، احتجاجاً على هذه الاعتداءات التي أصيب فيها أكثر من 100 مواطن مقدسي واعتقل العشرات.

وبدأت الاشتباكات منتصف الشهر الجاري، منذ أقدمت الشرطة الإسرائيلية على وضع حواجز خارج منطقة باب العامود في المدينة القديمة، لكن الاشتباكات اشتدت مساء الخميس حين أصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع الأمن الإسرائيلي.

وفي الوقت ذاته، قادت مجموعة يهودية يمينية متطرفة تعرف باسم "ليهافا" مسيرة لمئات المتظاهرين نحو باب العامود، وهم يهتفون بشعارات "الموت للعرب"، و"أخرجوا العرب"، رداً على مقاطع فيديو تم تداولها عبر منصة "تيك توك" تظهر ما قالوا إنه "اعتداء فلسطينيين على إسرائيلي في منطقة باب العامود".

"قلق وإدانات"

وفي السياق، أعربت السفارة الأميركية لدى القدس عن "قلقها الشديد" من أعمال العنف، وقالت في بيان "نأمل أن تشجع كل الأصوات المسؤولة على وضع حد للتحريض والعودة إلى الهدوء واحترام سلامة وكرامة الجميع في القدس".

ودان الأردن بشدة "الاعتداءات العنصرية على الفلسطينيين"، وغرّد وزير الخارجية أيمن الصفدي عبر حسابه في "تويتر" قائلاً: "بصفتها قوة محتلة بموجب القانون الدولي، فإن إسرائيل مسؤولة عن وقف هذه الهجمات، وعن العواقب الخطيرة لعدم القيام بذلك".

وحذر الصفدي إسرائيل من أن "القدس خط أحمر"، و"المساس بها لعب بالنار"، قائلاً: "ندين الهجمات العنصرية على البلدة القديمة في القدس المحتلة ونحذر من تبعاتها"، مؤكداً أنه "لا بد من تحرك دولي فاعل لحماية المقدسيين من الاعتداءات وما تمثل من كراهية وعنصرية".

وندد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، في خطبته بـ "اعتداء الشرطة والمستوطنين على الفلسطينيين في القدس"، داعياً المصلين إلى "التزام الهدوء وعدم إعطاء الطرف الآخر ذريعة لاقتحام الحرم".