أبكي حزني واسأل من سيزيل عني بعض همي.. أذكر أمي وقد رحلت.. وتركتني في همي وفي غمي.. اشتقت لك أمي.. واشتقت لبسمتك وجلستك وسؤالك عني.. اشتقت لجمعتنا في بيتك كل يوم.. نشرب قهوتك المميزة ونكدع بالتمر.. أكلك البسيط مثلك يا أمي.. أجلس معك في كل صبح.. وأمسي عليك بالعصر.. كي يطمئن عليك قلبي.. وتقر بك عيني.. هذا بيتك هادئ في سكون.. إلا من بعض الأنسي.. صوت القرآن في غرفتك وفي مجلسك وفي كل ركن.. ولكن مقعدك خالٍ يا أمي.. يسأل أين راعية البيت؟.. مرت سنة على الرحيل والفراق الصعب.. نجتمع هنا.. نستذكر كل شيء في هذا البيت.. جمعنا صغاراً حتى كسانا الشيب.. لك الرحمة يا أمي ولنا الصبر والسلوى.. سيدي.. أذكرك وقد مر السنون كأنها الدهر.. أذكر أخي سيدي وقد ودعنا فجأة من بدري.. اشتقت لك سيدي وايد.. ولشوفتك كل عصر في مجلس أمي جمعتنا معك في ضحك وأنسي.. كنت أخي وكنت أبي وكنت ملاذي ودنيتي.. كم أفتقدك وكم أنا ولهانة لطلتك.. لابتسامتك ولصوتك وحتى مشيتك.. مرت ثلاث عشرة سنة ونحن مازلنا في سيرتك.. لك الرحمة ولك الجنة والشكر لكل من كتب عنك. كانت لي صديقة.. حبيبة هي مثل أختي ومثل أمي وكانت وايد قريبة.. طيبة وكريمة. تسأل عني مرات عديدة.. وصلها كان دائماً في أوقات سعيدة وأوقات صعةه.. واصلة وحبيبة.. كانت معنا في أزمتنا في كل دقيقة.. تسأل عني وحتى الأكل ترسل لي من رياض العز والشهامة.. إلى رفاع الخير والكرامة.. كانت تقوينا وتشد من عزمنا.. بإيمانها القوي ونواياها العظيمة وقد صدقت وظهرت الحقيقة.. انقطع سؤالها عني لأنها ودعتنا من أشهر قليلة وتركت فراغاً وحسرة كبيرة.. أم عيسى هي أمي الحبيبة وهي البسيطة.. وأبوحمد هو أخي وسيدي أمير العطاء والنخوة والوفاء وأم خالد هي صديقتي.. وأميرتي الكبيرة.. أين أنتم من ضيم الدهر ومن هذا الزمن الصعب.. لكم الرحمة.. ولكم الجنة.. يا من أحبهم قلبي.. ولنا الصبر والدعاء لكم ايد الدهر.. والحمد لله على كل شيء ولك الشكر.

مريم بنت سلمان بن حمد آل خليفة