وكالات


سجلت الهند رقماً قياسياً جديداً للإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، الأحد، بلغ 349 ألفاً و691 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، مما يرفع العدد الإجمالي لحالات العدوى في البلاد إلى 16.96 مليون حالة، في الوقت الذي أعلنت فيها الولايات المتحدة، دعماً إضافياً سريعاً لشعب الهند في مواجهة الوباء.

وذكرت وزارة الصحة الهندية، في تقريرها اليومي، أنها سجلت 2767 وفاة جديدة نتيجة الإصابة بالفيروس، ليصل العدد الإجمالي للمتوفين بالفيروس إلى192 ألفاً و 311 حالة وفاة، منذ تفشي الوباء في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، ويحتل المركز الثاني عالمياً في ترتيب الدول المتضررة من الفيروس، بعد الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أثناء برنامجه الإذاعي الشهري "مان كي بات"، الأحد: "نقف إلى جانب حكومات الولايات لمساعدتها على تجاوز الموجة الثانية من فيروس كورونا، التي أصبحت بمثابة عاصفة".


وأضاف بحسب صحيفة "ذا إنديان إكسبرس": "أتحدث إليكم اليوم، في وقت يختبر هذا الفيروس صبرنا وقدرتنا على تحمل الألم. لقد مات الكثير من أحبائنا"، مشيراً إلى أنه "بعد تخطي الموجة الأولى بنجاح، كانت معنوياتنا عالية وواثقة، لكن هذه العاصفة (الموجة الثانية) هزت الأمة".

وتابع مودي: "في الوقت الذي اجتاحت فيه الموجة الثانية البلاد، فإن الروح الإيجابية مهمة للغاية لتجاوز هذه الأوقات الصعبة. يخوض العاملون الصحيون والأطباء هنا أيضاً معركة كبيرة ضد الفيروس"، لافتاً إلى أن "برنامج التطعيم المجاني سيستمر"، داعياً المواطنين في بلاده إلى تلقي اللقاح، وعدم تصديق الشائعات المتعلقة بآثاره الجانبية.

وكانت الهند، أحصت، السبت، حصيلة قياسية أيضاً بإصابات كورونا، ما يفاقم شدّة أزمتها الصحية التي ساهمت في تسجيل أعلى حصيلة يومية للإصابات على مستوى العالم، فاقت 893 ألفاً، بحسب تعداد أجرته "فرانس برس".

وأمام المستشفيات في المدن الرئيسية للهند، حيث سجّلت نحو مليون إصابة في غضون ثلاثة أيام، اتسعت طوابير المرضى المصابين بفيروس كورونا وأقاربهم القلقين.

وباتت الهند ثاني أكثر دولة متضررة في العالم بعد الولايات المتحدة، غير أنّ الخبراء المتابعين يرجّحون أن تكون الحصيلة أعلى إذا ما أخذت الإصابات غير المشخّصة في عين الاعتبار، ويعزون هذه الطفرة الوبائية إلى "تحوّر مزدوج" للفيروس، وإلى مناسبات جماعية على غرار مهرجان "كومبه ميلا" الديني الذي أحياه ملايين.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، في تغريدة على تويتر: "قلوبنا مع الشعب الهندي في خضم تفشي كوفيد-19 المروع، نعمل عن كثب مع شركائنا في الحكومة الهندية، وسننشر دعماً إضافياً سريعاً لشعب الهند وأبطال الرعاية الصحية هناك".

وكانت الولايات المتحدة تعرضت لانتقادات في الهند، بسبب ما تفرضه من ضوابط على تصدير المواد الخام اللازمة لصنع اللقاحات، من خلال قانون الإنتاج الدفاعي وما ارتبط به من حظر على الصادرات في فبراير.

وهذا الشهر، حث معهد سيروم الهندي، أكبر مصنع للقاحات في العالم، الرئيس الأميركي جو بايدن، على رفع الحظر الذي يضر بإنتاج لقاح "أسترازينيكا".

وفي السياق، قالت "إنديان إكسبرس" نقلاً عن تقييم حكومي داخلي، إن من المتوقع أن تبلغ الموجة ذروتها في منتصف مايو، بوصول الإصابات اليومية إلى نصف مليون حالة.

وفي نيودلهي، التي تخضع لإغلاق يستمرّ حتى 3 مايو، أطلقت مستشفيات تعاني نقصاً حاداً في الأكسجين والأدوية، نداءات استغاثة للحكومة كي تؤمن لها بشكل عاجل الأكسجين لمئات المرضى على أجهزة التنفس.

حظر الدخول

وتغلق دول عدّة أبوابها أمام الهند، فبدءاً من الأحد سيقتصر السفر إلى ألمانيا على حاملي الجنسية الألمانية، فيما أعلنت الكويت، السبت، تعليق رحلات تجارية مباشرة من الدولة الآسيوية أو إليها.

كما أنّ الولايات المتحدة أوصت بعدم السفر إلى الهند، بما في ذلك للأشخاص الذين تلقوا لقاحات. وكانت كندا علّقت، الجمعة، الرحلات القادمة من الهند وباكستان لمدة 30 يوماً، وهذا ما سيسري في إيران أيضاً مع حلول منتصف الليل.

ويثير رصد النسخة المتحوّرة "الهندية" من الفيروس في بلجيكا ثم في سويسرا، القلق في أوروبا.

وفي حين تُعتبر الطفرة المسجّلة هذا الأسبوع في آسيا مرتبطة بشكل أساسي بالوضع في الهند، فإنّ نيبال شهدت أيضاً تفشياً واسعاً للوباء، مع تسجيل 1400 إصابة يومية جديدة.

وأودى الوباء بحياة أكثر من 3 ملايين و100 ألف شخص حول العالم، فيما تم تسجيل أكثر من 147 مليون حالة إصابة، منذ تفشي المرض في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، بحسب إحصائيات "وورلد ميتر".