أيمن شكل

لو كان لشهر رمضان فضل عظيم في الأجر الذي يحصله المسلم، فإن للعشر الأواخر أجراً أعظم وأكبر، خاصة وأن في تلك الأيام ليلةً خير من ألف شهر بنص القرآن الكريم، وهي ليلة القدر، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشد المئزر ويعتكف العشر الأواخر في المسجد، وهي سنة عنه لكن الظروف التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا فرضت على المسلمين الاعتكاف في بيوتهم درءاً لانتقال الفيروس وانتشاره.

وقال الشيخ عبدالناصر الصديقي الخطيب بإدارة الأوقاف السنية إن «شهر رمضان فرصة وغنيمة لفعل الخير والمعروف بدءاً من صلة الرحم والصدقات وإطعام الفقير وإفطار الصائم والتصافي بين الأصدقاء والأهل لأنه شهر الخلق والخير والكرم، وهو شهر يجب أن يتهيأ فيه المسلم ليعيش مع القرآن قراءة وحفظاً وتعليماً، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن في هذا الشهر، وكان كالريح المرسلة في الخير خاصة في رمضان له من أجر عظيم».



وأشار إلى أن «الإنسان يقبل على الصيام بنفس راضية منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل ويدخل في قيام الليل والدعاء وقراءة القرآن والتدبر، ولكن بعد مرور 20 يوماً من الشهر، يصاب العديد من الناس بالفتور في نشاط العبادة الذي بدؤوا به الشهر، ولذلك كانت الحكمة من زيادة الأجر في العشر الأواخر والتأسي بالرسول في هذه الأيام».

ونوه إلى «ما ورد في القرآن الكريم من فضل ليلة القدر في قوله تعالى «إنا أنزلناه في ليلة القدر» و«إنا أنزلناه في ليلة مباركة»، وقوله جل وعلا «فيها يفرق كل أمر حكيم»، وكذلك ما جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه، حيث ثبت في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزراً»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه».

وحول الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، قال الصديقي إن «الظروف الحالية وما سببته جائحة كورونا من حياة استثنائية غير طبيعية، فرضت على المسلمين إجراءات تستوجب الحذر من انتشار العدوى، فكان الأجدر عدم الاعتكاف في المساجد»، لافتاً إلى أن «سنة الاعتكاف يمكن أن يؤديها المسلم في بيته ويحث أهله معه عليها، ويكون قدوة لأطفاله ومن لم يعتادوا على أدائها، فحين يعتكف في بيته سيكون الجميع مهيؤون للاعتكاف أيضاً».

وناشد كل المسلمين أن «يدعوا الله في العشر الأواخر من رمضان، وخاصة في ليلة القدر أن يرفع عن الأمة الوباء الذي أضر العالم أجمع وأبعد المسلمين عن المساجد وعن الاعتكاف وأداء الفروض كما يجب».