تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، تستضيف مملكة البحرين خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو الجاري أعمال "الدورة الثانية للمنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة"، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، بمشاركة نحو 200 مشاركاً من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين العرب المعنيين بالتنمية المستدامة وممثلي المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة وبنوك التنمية العربية وجامعة الدولة العربية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا التنمية المستدامة.وتأتي استضافة مملكة البحرين لفعاليات هذا المؤتمر الهام تقديرا لحضور مملكة البحرين الفاعل والاستراتيجي ضمن المنظومة العربية والدولية في مجال التنمية المستدامة بما لدى البحرين من تاريخ مشرف من الانجازات الدولية على مستوى التنمية المستدامة، أبرزها منح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة جائزة الأهداف الإنمائية للألفية من قبل منظمة الأمم المتحدة في العام 2010م تقديراً لإسهامات سموه في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وكذلك تخصيص سموه في عام 2007 "جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية" من أجل تمكين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من تنفيذ خططه الخاصة بالتنمية الحضرية المستدامة وخاصة في البلدان النامية.وتعكس تلك الاستضافة ترجمة لتأكيدات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المتواصلة بأن العمل الدولي المشترك يعد خيارًا استراتيجيًا لا يمكن التراجع عنه لتحقيق حياة أفضل للشعوب، وأهمية أن يعمل الجميع من أجل وضع رؤية إستراتيجية لمرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية، حيث أكد سموه في العديد من التصريحات أن مملكة البحرين تشارك المجتمع الدولي اهتمامه بقضايا التنمية المستدامة وتضعها في مقدمة أولوياتها، وتسعى جاهدة إلى ترجمة الرؤى الطموحة في هذا الصدد إلى برامج عمل ومشروعات تنفذها على أرض الواقع لتوفير الخدمات الضرورية التي تكفل لمواطنيها سبل العيش الكريم في بيئة صحية ومستدامة.وتتضمن ابرز فعاليات المنتدى تدشين تقرير الاهداف الانمائية للألفية لمملكة البحرين 2015 والذي يتضمن مستوى الانجاز لكل هدف من الاهداف الانمائية للألفية وابراز التقدم الحاصل في تحقيق هذه الاهداف التي تم رسمها في اعلان الامم المتحدة للتنمية لسنة 2000 والتي تخص القضاء على الفقر المدقع وتعمم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة ومكافحة الامراض مع ضمان بيئة مستدامة وفي اطار شراكة عالمية من اجل التنمية.وقد تجلي ذلك في إعراب "بيتر غروهمان" المنسق المقيم للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في مملكة البحرين، عن تقدير الأمم المتحدة لسمو رئيس الوزراء على تفضله برعاية هذا الحدث الدولي الكبير، لافتا إلى أنه على غرار التزام سموه القوي بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والمتمثل في جائزة الأمم المتحدة للأهداف الإنمائية للألفية عام 2010، فإن رعايته لأعمال المنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، يؤكد دعمه وحكومة البحرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المستقبل ليس في البحرين فقط بل على المستوى الدولي.ومن المقرر أن يتطرق المنتدى إلى عدة موضوعات أهمها أبرز التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، لاسيما في ظل استمرار الصراعات في المنطقة العربية، وذلك بهدف تعزيز الحق في التنمية والكرامة الإنسانية، كما يركز على الآليات التي يجب اتباعها لرصد التقدم المحرز في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى مناقشة أهمية توطيد التعاون والشراكة بين الحكومات والمنظمات الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة، فضلا عن دراسة سبل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، و دور المؤسسات والقطاع الخاص في تعزيز مسار الحوكمة وإعادة توجيه الأسواق نحو التنمية المستدامة.ويعتبر المنتدى فرصة للوزراء وممثلي القطاعات المتعددة لتحديد الأولويات من أجل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بهدف تبنّي نهج متكامل للتنمية المستدامة في المنطقة العربية، كما أنه يقدّم فرصة لبلورة موقف تشاوري عربي حول المسائل التي لا زالت على جدول أعمال المفاوضات المرتبطة بخطة التنمية لما بعد 2015، والرفع من مستوى التنسيق للإسهامات العربية في مختلف المسارات الدولية التي ستصبّ نتائجها في خطة ما بعد 2015.ويشكّل التقرير الإقليمي والمتضمن الرسائل الأساسية التي ستخرج عن المنتدى جوهر الموقف العربي الذي سوف يرفع بدوره إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى في دورته الثالثة والتي ستعقد بنيويورك من 26 يونيو إلى 8 يوليو 2015، كما أنه من المنتظر أن تشكل نتائج المنتدى مادة أساسية تقدم للمجتمع الدولي خلال قمة الأمم المتحدة المزمع عقدها في سبتمبر القادم حيث سيتم تحديد أهداف خطة التنمية العالمية للسنوات قادمة.وتضم قائمة المشاركين في المؤتمر عددا من الشخصيات الدولية من بينهم ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" في بيروت التابعة للأمم المتحدة، السيد إبراهيم ثياو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة، الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية، الدكتورة سيما بحوث، المدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.