تستمر الدعوات لإحداث حالة من الفوضى في البحرين احتجاجاً على تطبيق القانون على من ثبت ضلوعهم في أعمال تخريبية وإرهابية. وتتذرع هذه الدعوات تارة بتفشي فيروس كورونا بين المحتجزين فتطالب بالإفراج عن الجميع وتارة أخرى بعدم صحة المحاكمات وكلاهما أعذاراً واهية وغير صحيحة.

ويقود هذه الدعوات ثلة من الهاربين من العدالة والذين اتخذوا من أوروبا ولندن وغيرهما مقراً لتحركاتهم وهم كما هو معلوم مسيرين من قبل جهات تعادي البحرين. ويستغلون حالياً، حالة اللا استقرار في المنطقة والمتغيرات الدولية ومفاوضات فيينا مع إيران التي على ما يبدو أنها تسير في اتجاه الوصول إلى اتفاق جديد يعيد إيران إلى الساحة الدولية وبدون عقوبات مفروضة على أفرادها وكياناتها، حسب بعض التصريحات التي نقلتها شبكة «روسيا اليوم»، الإعلامية مؤخراً.

وهذا يجرنا إلى واقع وهو أن لعبة السياسة ليس فيها مواقف ثابتة، فهي مرنة تتغير حسب الظروف والمعطيات. ولا ضير من التأقلم مع المستجدات طالما التأقلم يصب في صالح الهدف الأكبر والأهم وهو بقاء الدولة صلبة ومستقرة بحيث لا تتأثر علاقاتها الخارجية أو وضعها الداخلي بشكل سلبي.

والمطمئن أن الدولة لديها الإطلاع والخبرة الكافية في التعامل مع الداخل والخارج لضمان استقرارها. وقراراتها عادة ما تكون مبنية على قراءة سليمة للحال سواء المحلي أو الإقليمي. فهي مرت بأقسى الظروف على مدى تاريخها الطويل وبفضل من الله وحنكة مسؤوليها استطاعت تجاوزها كلها بنجاح مبهر.

لذلك، أياً كان التوجه المقبل ومهما كان حجم المناورات فالشارع الواعي على ثقة بأن الهدف الدائم هو استقرار البلد وثباته والسير به نحو التنمية والبناء. فالصراع إقليمي بالدرجة الأولى وانعكاساته تطال جميع الدول في المنطقة والأمر يتطلب دائماً التفنن في إيجاد الحلول الذكية.

حفظ الله البحرين وقيادتها.