استفادت مجموعات من شركات الإنترنت عبر زيادة معرفة احتياجات المستخدمين وما يتولّد عنها من إيرادات، خلال عمليات الإغلاق بسبب الجائحة، إذ بقي الناس في المنزل والتصقوا أكثر بأجهزتهم.

وستكون أكبر استفادة للمستعدين لجني فوائد طويلة الأجل من عادات المستهلك المتغيرة. وأظهرت إعلانات أرباح شركات "أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل" هذا الأسبوع شرحاً تفصيلياً لكيفية اعتماد الناس أكثر على عروض تلك الشركات خلال عمليات الإغلاق والحجر الصحي في ظل تغيير طريقة تسوقهم وعملهم وتعلمهم وتفاعلهم.

وفي الوقت ذاته جاءت نتائج أعمال شبكات التواصل الأصغر حجماً مثل "تويتر" و"بينتيريست" مخيبة لآمال المستثمرين، إذ جاءت إيراداتها أقل من التوقعات وسط تحذيرات من تباطؤ معدل نمو المستخدمين في الولايات المتحدة.



منافسة أم احتكار؟

وواجهت الشركات الثلاث تحقيقات في الكونغرس بشأن مكافحة الاحتكار، وسط مخاوف من بنائها إمبراطوريات على حساب قواعد المنافسة وقدرة المستهلك على الاختيار، وهي التحقيقات التي يمكن أن تتجدد بسبب ما حقّقَته تلك الشركات من نتائج خلال الوباء تقلص خيارات البيع بالتجزئة والترفيه الشخصي وتحوّل المستهلكين الراغبين في الترفيه والإنفاق إلى شركات التقنية العملاقة التي يسهل الحصول على خدماتها والمنتشرة في كل مكان.

ونجحت حملات التسويق في الوصول إلى المستهلكين أينما ذهبوا، وركزت على الإعلانات الرقمية في أثناء الجائحة، بخاصة حملات التجارة الإلكترونية. وقفز متوسط ​​سعر إعلان شركة فيسبوك 30%، بما يشير إلى أن زيادة الطلب سمحت للشركة بفرض مزيد من الرسوم على مساحاتها الإعلانية كافة.

كذلك ارتفعت إيرادات أمازون التي تُصنَّف في القوائم المالية تحت بند "أخرى"، والتي تشمل إيرادات الإعلانات بنسبة 77% لتصل إلى 6.9 مليار دولار.

في الوقت الذي باعت غوغل خلال الربع الأخير من العام مزيداً من الإعلانات لشركات البيع بالتجزئة والسفر الحريصة على الوصول إلى المستهلكين مع عودتهم إلى الإنفاق مرة أخرى.

تعثر "أبل" و"تويتر"

لم تتأثر تدفقات إيرادات الإعلانات والتجارة الإلكترونية لعمالقة الإنترنت ببعض المشكلات التي واجهت شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى في أثناء الجائحة، فعلى سبيل المثال كان مصدر أغلب إيرادات شركة أبل، التي كانت من بين الشركات التي حُقّق معها في الكونغرس بشأن مكافحة الاحتكار، تأتي من بيع الأجهزة، وهو ما يعني أنها أكثر عرضة لمخاطر سلاسل التوريد.

ولم تحقّق تويتر الأقلّ حجماً من فيسبوك ولو قليلاً من الإيرادات التي حققتها منافستها والاستفادة من زخم الإنفاق الإعلاني خلال الجائحة، في ظل اعتماد الشركة على العروض الترويجية التي تهدف إلى ترويج العلامة التجارية للشركات، عكس الإعلانات التي تقود الأشخاص مباشرة إلى شراء منتجات بعينها، بخاصة في ظلّ بقاء المستهلكين بالمنزل وتحول التسوق عبر الإنترنت باستخدام الهاتف المحمول إلى هواية، خصوصاً مع تحول الإنفاق على السفر والتنزه خارج المنزل إلى الإنفاق على البقالة وتحسين المنزل وخزائن الملابس الأكثر راحة.

*هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ.