أغلقت بورصة الاتفاق النووي الإيراني في فيينا على «مؤشرات إيجابية» على الضفة الفارسية من الخليج، و«مؤشرات سلبية» على الضفة العربية، وبين أصوات تهليل الإيرانيين قريباً، وترحيب قادة العديد من الدول بهذا الاتفاق، سيفتح بعض العرب فمه منقاداً للحشود المرحبة دون أن يدري بتبعات الانفراجة على الخليج العربي.

في قاعات اجتماعات فيينا يعني إحياء الاتفاق النووي «5+1»، وقف التخصيب ورفع العقوبات، لكنه يعني مكاسب وخسائر على الضفة العربية، ومنها:

- كيف يكون للخليجيين مكاسب وهم مستبعدين من المفاوضات!

- ستتلقى إيران مئات مليارات الدولارات التي ستستطيع من خلالها تزويد آلتها الإرهابية بالوقود.

- تجديد الاتفاق خصم من رصيد الإصلاحيين وسيقوي معسكر المتشددين لإمساكهم بميزان القوة داخل البرلمان، وسيصل منهم رئيس في الانتخابات القادمة.

- سيفتح الاتفاق الباب أمام سباق التسلح النووي في الخليج حيث لن يحرم إيران من مواصلة أنشطتها النووية، مما سيدفعنا لامتلاك النووي الموازي.

- سيتوقف نهج تجريد إيران من عناصر قوتها كما فعل الغرب سابقاً مع صدام والقذافي بنزع أسلحة الدمار الشامل، التي هي في حالة إيران برامجها الصاروخية والجيوش الموازية والنووي العسكري.

- يميل الميزان لطهران كلما وصل الديمقراطيين للبيت الأبيض فهل علينا أن ننتظر وصول جمهوريين آخرين خلال 4 سنين عجاف.

- المطلب الذي ستتركه طهران لجيل مفاوضيها القادمين هو خروج حلفائنا من الخليج، مما يعني انكشافنا الاستراتيجي الكامل.

- يمهد هذا الاتفاق لكي تصبح طهران شريك لواشنطن في المنطقة كشرطي إقليمي على حساب موقع السعودية ودول الخليج لدى أمريكا.

- أكدت جولة جواد ظريف الخليجية نهاية أبريل أنها «حققت نتائج جيدة»، وإذا سقط منها الملف النووي والصاروخي فهي جولات ومباحثات لحوارات استنزافية وتضييع متعمد للوقت!

* بالعجمي الفصيح:

انزوت واشنطن خجلة في غرفة مجاورة وسجلت فيينا أن «العصمة» بيد طهران، فيما كنا نسب من جعل 1600 شكل من أشكال العقوبات تعجز عن وقف التخصيب، وأكد تخصيب 20%، والتهديد بتخصيب 60% قدرته على رفع العقوبات، وكنا نراهن على أن العقوبات هي لإجبار إيران على تغيير سلوكها، فغير التخصيب سلوك الغرب.

* كاتب وأكاديمي كويتي