نحن في البحرين نطلق على المسحر أحياناً بودبيله، وهو رجل مكلف ليجوب عدداً من الفرجان المتقاربة، وحث الأهالي على الاستيقاظ، والاستعداد لتناول السحور قبل الأذان وإطلاق المدفع إشارةً إلى بدء الإمساك.

قبل دخول رمضان بأسبوع يجهز المسحر طبله الذي يشبه طبل العاشوري في زفة العريس وطبل الفجري في أهازيج الغوص، وعادةً ما يكون هذا الطبل ثقيلا نوعاً ما، ومرقوما من الجانبين ومستدير، والمسحر يعلقهُ من حبله على كتف واحد، أو على كتفيهِ والطبل مستند أو مستقر على صدره.

والمسحر هذا عليه أن يؤدي مهمتهُ بالكمال والتمام، سواء أكان الفصل صيفاً حارقاً كثير الرطوبة وهو يتصبب عرقاً، أو شتاء يقرصه البرد ويبلل ملابسه المطر، وعادةً في الصيف يلبس فانيلة وإزاراً.



أشهر مسحر عندنا جمعة سعدالله، ويبدأ من عوطة أبل جنوباً إلى فريق الشيوخ «بوصره» بالمنامة شمالاً، ومن شارع صلاح الدين شرقاً إلى النعيم والصويفيه غرباً، وهذا الرجل - أي المسحر - خال لاعب النسور لكرة القدم عبدالكريم مرزوق رحمه الله تعالى، فإذا ألم بجمعة مرض، قال بالمهمة عبدالكريم مرزوق.

في الليالي الأولى، يخرج المسحر بمفرده، وله على الطبل نغمة متسارعة محببة لكل مستمع وهو يردد:

«لا إله إلا الله.. سحور يا عباد الله».