شباب الفرجان التي يمر بها المسحر ليلاً لإيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور، لا ترى أثراً لهم في الليالي الأولى من رمضان، لكن يزداد عددهم كلما طوى شهر رمضان أياماً وليالي منه، وبعضهم يجلب معهُ طاراً أو دفن مملوء بالبراشيم معرقة في إطار الدف من الداخل، فإذا هز الدف، تسمع له نغماً كنغم الخلخال «الحجل».

هذا إلى جانب طبل المسحر الرئيس، والغالبية منهم يصفقون براحتي أيديهم، وهم في نشوه من الطرب، كما يرافق المسحر شاب يحمل «التريك»، وقد أصبح التريك من آثار الماضي ولا وجود له إلا في المتاحف، وحل محله الفنر التقليدي المعروق والمستعمل بالبيوت منذ بداية اكتشاف البترول ولا أنسى الشمعة المصنوعة محلياً من غرشه وخيط من خيوط الخياش مثبت في فتحة الغرشة بالتمر المنزوع النوى ووقودها الكيروسين «الكاز» وأيضاً هذه الفنارة أفلا نجمها وحل محلها المصابيح التي تعمل بالبطاريات، وتكثر في المسرحيات التراثية.

وهكذا تسير ليالي وأيام رمضان إلى أن تهل ليلة السابع والعشرين منهُ، وهي الليالي الثلاث المخصصة للوداع.