«الوطن» – جعفر الديري: جان غراندان؛ أحد أكبر المختصّين في مجال الهرمينوطيقا والأنطولوجيا. وتعتبر كتبه؛ بحسب كتاب “المنعرج الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا” “لوحة فسيفسائية متناسقة الألوان رائعة الإخراج وظف فيها طاقة تعبيرية، تنظيرية كبيرة لإدراكه المسبق بصعوبة الموضوع وتشعباته داخل الفلسفة الواحدة وهي الفلسفة الألمانية من جهة، والتمايزات والتماسات القائمة بينها وبين الفلسفة الفرنسية من جهة ثانية”. تسلط كتب جان غراندان؛ الضوء على مباحث عدة؛ “هي : اسهام هوسرل الصامت في الهرمينوطيقا، الهرمينوطيقا في مؤلف الكينونة والزمان، الانتقال من هرمينوطيقا هيدغر إلى هرمينوطيقا غادمير، المنعرج الفينومينولوجي للهرمينوطيقا وفق منظور هيدغر، غادامير وريكور، ماهية التفكيك عند دريدا، الفينومينولوجيا المشطوبة”. ودراساته “تأخذ طابعاً جينالوجيا وحفرياً في الوقت ذاته. فهي جينالوجية لجهة تتبعها للسيرورة التاريخية - الكرونولوجية التي طبعت التأمل الفينومينولوجي وإسقاطاته الأنطولوجية والهرمينوطيقية، وهي حفرية لجهة قيام الباحث بتنقيب مجهري معمق في جزئيات الفكر الفينومينولوجي -الأنطولوجي- الهرمينوطيقي”. يؤكد غراندان أنه “لمن الصعوبة بمكان بل يمكننا القول إنه من المستحيل أن ندرس (نعلم) الفينومينولوجيا أو حتى أن نتحدث عنها، مع ذلك نستطيع أن نميز هذا المفهوم، أو هذا المفهوم الخاص بالفينومينولوجيا، والتي لم تتمكن من إظهار لا ماهية الفينومينولوجيا ولا ضرورتها”. وهو يسعى إلى “الاسهام في بلورة مقاربة أفضل للمنعرج الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا كما تجسد في أعمال هوسرل، وبخاصة في أعمال هيدغر، وذلك من خلال إبراز كيف أن الفينومينولوجيا الهرمينوطيقية تمكنت من اكتشاف المعطى اللغوي، لكن دون أن تغفل التنبيه الى حدوده. فقد صار من الممكن إقامة حوار مع مفكر مثل جاك دريدا، الذي يبدو ظاهرياً على طرفي نقيض من الهرمينوطيقا؛ إذ ما الذي سنحصله فعلياً من خلال إبقائنا على التعارض العقيم بين الهرمينوطيقا والتفكيك في الوقت الذي تأخذ فيه شكل مترادفات لا أكثر عند هيدغر؟ وعليه، بمعزل عن تلك التهم المحنطة التي لا تجد لها مكاناً إلا داخل هرمية الثرثرة (Gerede)، فإن ما ينبغي تشجيعه والتأكيد عليه هو وجوب تعميق التضامن بين الفينو مينولوجيا الهرمينوطيقية والتفكيك، تضامن ينبني على قاعدة مؤداها التمسك بالاكتشاف المتعلق بالحبكة اللغوية بما هو شرط كل فكر منجز وحدة الأساس”. وبحسب الباحث محمد نجيم فان غراندان يركز في دراساته؛ على الفلسفة الظاهراتية أو ‘’الفينومينولوجية’’؛ الجانب التأويلي ‘’الهرمينوطيقي’’، الذي مثَّل تحولاً أو منعرجاً في سياقها التاريخي، وهو جانب قلَّما درسه الباحثون المعنيون بالبحوث التأويلية. واسهامات بعض الفلاسفة مثل؛ الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل في مجال التأويل، واسهامات الفيلسوف مارتن هيدجر التي مرت بثلاث مراحل، هي: هرمينوطيقا الحدوث الأولى، 1923 وهرمينوطيقا الدازين في كتاب ‘’الكينونة والزمن’’، وهرمينوطيقا المرحلة المتأخرة التي تتعلق أساسا بتاريخ الميتافيزيقا، واسهامات الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، والفيلسوف الفرنسي أيضاً جاك دريدا. المصدر: “المنعرج الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا” الهرمينوطيقيا: المدرسة الفلسفية التي تشير لتطور دراسة نظريات تفسير فهم النصوص. الظاهراتية أو الفينومينولوجيا: مدرسة فلسفية تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر كنقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية) ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. الأنطولوجيا: تختص بدراسة طبيعة الوجود أو الحقيقة بشكل عام، بالإضافة إلى تعريفات وتصنيفات لمستويات الوجود الأساسية وعلاقاتها المختلفة، بالإضافة إلي تعريفات مثل الكينونة، وغيرها من التعريفات، سواءً كانت فيزيقية أو عقلية، وطبيعة خواصها، وطبيعة تغيرها. وقد اعتاد المفكرون تصنيفها كفرع رئيس من فروع الفلسفة المعروفة بالميتافيزيقا.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90